هل يمكن لأي مسيحي أرثوذكسي رصين أن يخلط بين هذه الألعاب النفسية الخطيرة ومواهب الروح القدس ؟! من الواضح أنه لا يوجد هنا أي شيء مسيحي، ولا أي شيء روحي على الإطلاق. بل هو عالم الآليات النفسية التي يمكن تفعيلها بتقنيات نفسية أو جسدية محددة، ويبدو أن "التحدث بألسنة" يلعب دورًا رئيسيًا كنوع من "المحفز" في هذا العالم. على أي حال، فهو لا يشبه إطلاقًا الموهبة الروحية الموصوفة في العهد الجديد، بل هو أقرب إلى "التحدث بألسنة" الشامانية كما يُمارس في الديانات البدائية، حيث يتبع الشامان أو الساحر تقنية منتظمة للدخول في غيبوبة ثم إرسال رسالة إلى أو من "إله" بلغة لم يتعلمها [4].
في الصفحات التالية سوف نواجه تجارب "كاريزما" غريبة جدًا لدرجة أن مقارنتها بالشامانية لن تبدو بعيدة المنال، خاصة إذا فهمنا أن الشامانية البدائية ليست سوى تعبير خاص عن ظاهرة "دينية" بعيدة كل البعد عن كونها غريبة على الغرب الحديث، بل تلعب في الواقع دورًا مهمًا في حياة بعض "المسيحيين" المعاصرين: الوساطة الروحانية .
الأب سيرافيم روز