![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
|||||||
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() فرَفَعَ عَينَيهِ وهوَ في مَثْوى الأَمْواتِ يُقاسي العَذاب، فرأَى إِبراهيم عَن بُعدٍ ولَعازَر في أَحضانِه. الغَنِيُّ رَفَعَ عَيْنَيْهِ لِيَرَى مَا فَقَدَهُ، بَيْنَمَا لِعَازَرُ رَفَعَهُ اللهُ إِلَى المَجْدِ. فَالأَوَّلُ رَأَى إِبْرَاهِيمَ "عَنْ بُعْدٍ"، وَالثَّانِي جَلَسَ فِي "حِضْنِ إِبْرَاهِيم". وَهَذَا الفَارِقُ هُوَ نَتِيجَةُ طَرِيقِ الحَيَاةِ الَّذِي اخْتَارَهُ كُلٌّ مِنْهُمَا. يَتَّضِحُ لَنا إذًا أَنَّ التَّبَدُّلَ في أَحوالِ الشَّخصِيَّتَينِ لا يَتَحَدَّثُ عَن إِلهٍ يُعاقِبُ النّاسَ بِقَسوةٍ، بَل عَن حَقيقَةٍ روحيَّةٍ عَميقَة: أَنَّ اختِياراتِنا اليَوميَّةَ هِيَ الَّتي تُعِدُّ مُستَقبَلَنا وأبَدِيَّتَنا. فالمَصيرُ الأَخِيرُ لَيسَ نَتيجَةَ صُدفَةٍ أَو قَدرٍ أعمى، وإِنَّما هُو ثَمَرَةُ ما نَزرَعُهُ في مَسيرَةِ حَياتِنا اليوميَّة. مَن أَغلَقَ قَلبَهُ عَن الرَّحمَةِ والحُبِّ يَجِدُ نَفسَهُ في عُزلةٍ أبديَّة، ومَن فَتَحَ قَلبَهُ لِمَحبَّةِ اللهِ والقَريبِ يَجِدُ أنَّهُ يَدخُلُ فَرَحَ السَّيِّدِ وَشَرِكَتَهُ الأَبَدِيَّة. نَجِدُ في هذِهِ الآيَةِ إِشارَةً تَحذِيرِيَّةً، تُكشِفُ خَطَرَ الانشِغالِ بِالغِنى، وخَطَرَ عَدَمِ الانتِباهِ لِلآخَرينَ، ولِلَّهِ، وَلِلحَياةِ نَفسِها. |
| أدوات الموضوع | |
| انواع عرض الموضوع | |
|