الله هو الذي يرسل خليفة لرسله ليمثل حضوره وسط شعبه؛ من أجل رعاية رعية الله الناطقة (الجنس الإلهي المختار والملوكي) الذين هم عبيد الله وشعبه البار المكرم والحافظ الأمانة... عمله رعوي وسلطانه في غسل الأرجل ورسالته يجمع ويحمل ويضم ويضمد... مهما قلّبته الأيادي ومرت عليه الدهور؛ لا يخرج منه زيفٌ؛ بل كمِرآة بهية يقرِّب عن رعيته القرابين النقية؛ حتى يُصيّرهم شعبًا مستعدًا وقربانًا واحدًا بهيًا لله. لا يتسلط على الرعية؛ ولا يستأسد ولا يسود على الأنصبة بل كمن يخدم، ويعمل بشرائع وسُنن البيعة الطاهرة من أجل سلامها وبنيانها، وكل من يخدم بطهارة وبر ويعمل كبنّاء حكيم؛ الله يجزل له بحسب غنى نعمته كل حكمة وفطنة؛ ويُعرّفه بسر مشيئته التي قصدها في نفسه من أجل البنيان وحفظ التقليد بروح التطبيق الصحيح ونسيم الفاعلية وعبير البركة الموهوبة من الله، غير محمول بكل ريح نفاق أو رياء أو صَغار طفولي أو زيغان مرفوض.