![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() بنهدد يطلب عون أليشع ولا يطلب إله أليشع 7 وَجَاءَ أَلِيشَعُ إِلَى دِمَشْقَ. وَكَانَ بَنْهَدَدُ مَلِكُ أَرَامَ مَرِيضًا، فَأُخْبِرَ وَقِيلَ لَهُ: «قَدْ جَاءَ رَجُلُ اللهِ إِلَى هُنَا». 8 فَقَالَ الْمَلِكُ لِحَزَائِيلَ: «خُذْ بِيَدِكَ هَدِيَّةً وَاذْهَبْ لاسْتِقْبَالِ رَجُلِ اللهِ، وَاسْأَلِ الرَّبَّ بِهِ قَائِلًا: هَلْ أَشْفَى مِنْ مَرَضِي هذَا؟». 9 فَذَهَبَ حَزَائِيلُ لاسْتِقْبَالِهِ وَأَخَذَ هَدِيَّةً بِيَدِهِ، وَمِنْ كُلِّ خَيْرَاتِ دِمَشْقَ حِمْلَ أَرْبَعِينَ جَمَلًا، وَجَاءَ وَوَقَفَ أَمَامَهُ وَقَالَ: «إِنَّ ابْنَكَ بَنْهَدَدَ مَلِكَ أَرَامَ قَدْ أَرْسَلَنِي إِلَيْكَ قَائِلًا: هَلْ أُشْفَى مِنْ مَرَضِي هذَا؟» 10 فَقَالَ لَهُ أَلِيشَعُ: «اذْهَبْ وَقُلْ لَهُ: شِفَاءً تُشْفَى. وَقَدْ أَرَانِي الرَّبُّ أَنَّهُ يَمُوتُ مَوْتًا». التجأ بنهدد ملك أرام إلى أليشع يطلب عونًا، أما قلبه فكان بعيدًا تمامًا عن الله. تشغله صحته، لكن لا يبالي بأبديته. وَجَاءَ أليشع إِلَى دِمَشْقَ. وَكَانَ بَنْهَدَدُ مَلِكُ أرام مَرِيضًا، فَأُخْبِرَ وَقِيلَ لَهُ: «قَدْ جَاءَ رَجُلُ اللهِ إِلَى هُنَا». [7] لا نعرف لماذا جاء أليشع إلى دمشق. يرى البعض أنه جاء يدعو جيحزي للتوبة[9]. وربما جاء بقيادة الروح القدس لمتابعة ما سبق أن تنبأ عنه إيليا النبي في حوريب منذ عدة سنوات (1 مل 19: 15)، أي ليُقِيم حزائيل من البلاط الملكي ملكًا لأرام. قال له أليشع: "قد أراني الرب إياك ملكًا على أرام". لم يكن شعب أرام يعبد الرب، لكن الله ضابط الكل يُحرِّك العالم لتحقيق خطته الإلهية دون أن يُفقِدَ الإنسان حرية إرادته. هذه أثمن عطية قدَّمها الله لكل البشرية. v كان الإنسان البشري (آدم) صورة ومثالاً للقوة التي تَحْكُم كل الموجودات. لهذا كان أيضًا له السيادة على نفسه، بكونه مُتشبِّهًا بذاك الذي يمارس السلطة الجامعية. لم يكن قط عبدًا لأية ضرورة خارجية. لا، بل كان يفكر فيما هو حق، وبكامل حرية إرادته يختار ما يُسرّه. وباختياره حلَّتْ الكارثة في تلك اللحظة التي هيمنتْ على الجنس البشري v هذا الإله (الصالح) ما كان يحرم الإنسان من أنبل الأمور الصالحة وأثمنها، أعني هبة الحرية والقدرة على اتخاذ القرارات بنفسه. فلو أن الضرورة هي التي تَحكُم حياة الإنسان، لكانت "الصورة" (التي له كصورة الله) زائفة، لأنها تكون بذلك بعيدة كل البعد عن الأصل، ولا وجه للشبه بينهما. كيف يمكن للطبيعة المُستعبَدة لأي نوع من الضرورة أن تُسمَّى صورة الطبيعة الملوكية؟... الله ليس مسئولاً عن الشرور الحاضرة، فقد أسس طبيعتك لتكون حُرَّة غير مُستعبَدة، إنما تقع المسئولية على الإرادة المُنحرِفة التي بها يختار الإنسان ما هو رديء عوضًا عما هو أفضل. القديس غريغوريوس النيسي فَقَالَ الْمَلِكُ لِحَزَائِيلَ: خُذْ بِيَدِكَ هَدِيَّةً، وَاذْهَبْ لاِسْتِقْبَالِ رَجُلِ الله، وَاسْأَلِ الرَّبَّ بِهِ: هَلْ أَشْفَى مِنْ مَرَضِي هَذَا. [8] عند مجيئه، ربما تذكَّر الملك شفاء نعمان السرياني، لذا طلب من حزائيل أن يذهب لاستقباله، ويسأله عن إمكانية شفائه. جاء في قوانين الرسل[12] أن أليشع النبي رفض الهدية، وذلك كما يرفض الله التقدمة إن كانت ثمن كلب أو أجرة زانية. [إن كان أنبياء الله لا يقبلون هدايا الأشرار، فمن اللائق أنتم أيضًا أيها الأساقفة (لا تقبلونها).] جاء اسما حزائيل وبنهدد في نقش أشوري على مَسَلَّة سوداء موجودة الآن في المتحف البريطاني[13]. أُشير إلى الاسميْن بكونهما ملكيْن لدمشق دخلا في صراع مع شلمناصر ملك أشور، وانهزما على يديه. فَذَهَبَ حَزَائِيلُ لاِسْتِقْبَالِهِ، وَأَخَذَ هَدِيَّةً بِيَدِهِ، وَمِنْ كُلِّ خَيْرَاتِ دِمَشْقَ حِمْلَ أَرْبَعِينَ جَمَلاً، وَجَاءَ وَوَقَفَ أَمَامَهُ وَقَالَ: إِنَّ ابْنَكَ بَنْهَدَدَ مَلِكَ أرام قَدْ أَرْسَلَنِي إِلَيْكَ قَائِلاً: هَلْ أُشْفَى مِنْ مَرَضِي هَذَا؟ [9] يرى بعض الدارسين أن هذا لا يعني أن الهدايا كثيرة بحيث تحتاج إلى 40 جملاً لحملها. إنما كانت هذه عادة قديمة للمباهاة أن تُقدَّم الهدايا الثمينة في أوانٍ كثيرةٍ أو على جمالٍ كثيرةٍ. فقد كانت الهدايا الملوكية ثمينة للغاية، لكنها مُوزعة على 40 جملاً. يقول Maillet عن هدايا العريس يحملها على أربعة أو خمسة خيول، مع أنه يمكن أن يحملها فرس واحد، وفي نوع من المباهاة عندما تُقدَّم جواهر وحلي ثمينة يصنعونها في 15 طبقًا، ويمكن لطبق واحد أن يحويها جميعًا. عندما قدَّم أهود هدية لعجلون ملك موآب حملها موكب من الناس (قض 3: 18). يُقال إنه في فارس كانت العادة أنه لا يجوز أن يحمل أي شخص أكثر من بندٍ واحدٍ من الهدايا مهما كان البند صغيرًا. v كان علة مرض (بنهدد) بؤسه. فقد حزن جدًا، لأن جيوشه انهزمت في حربه مع السامرة، في نفس الوقت كان شعبه يترقَّب النصرة السريعة جدًا... هرب جيشه بكامله في عارٍ وخزيٍ؛ هذا سبَّب له اضطراب في فكره. هذا بجانب أن لا يد له في هزيمته، فحلَّ بأفكاره اضطراب شديد. في خداع اعتقد أن جيشًا قويًا لا عدد له يقوم ضده، مع أنه ظهر فيما بعد أنه لم يكن هناك وجود لجيش يقاومه. لهذا إذ سمع الملك عن مجيء أليشع إلى دمشق، أرسل حزائيل، أحد الأشراف، لكي يلتقي به. طلب منه أن يطلب من النبي كي يهتم بشفائه، وإذ ظن أن هذا الطلب يلزم أن يصحبه هدايا وتقدمات حسب التقليد السائد في العالم، لذلك أرسل من كل خيرات دمشق على أربعين جملاً. بالتأكيد رفض الأنبياء الهدايا، كما فعل أليشع عندما رفض تقدِّمات نعمان السرياني. القديس أفرام السرياني يقول حزائيل بكونه الوزير الخاص للملك أو الرئيس العام في البلاط الملكي لأليشع النبي: "ابنك بنهدد ملك أرام"، مما يكشف أنه مع ما حمله النبي من روح الحزم غير أنه يقدم أبوّة لا لشعب الله فحسب، بل لكل من يتعامل معهم، حتى وإن كان ملكًا وثنيًا شريرًا.إن كان هذا هو روح النبي في العهد القديم، فكم بالأكثر يليق بكهنة الله في العهد الجديد. يليق بهم أن يشهدوا لأبوّة الله الحانية خلال أبوّتهم لكل البشر. لذلك كان القديس يوحنا الذهبي الفم يقول للكاهن: "أنت أب العالم كله". v اِعلمْ أن الرجل المتقدِّم على الجماعة والمتسلِّط عليهم، لا يؤيِّده ويفخِّمه مثل إظهاره الحب العميق لمرؤوسيه. فالأب لا يكون أبًا لمجرَّد ولادته للبنين، بل لحبُّه إيَّاهم، هكذا إن كانت الطبيعة تقتضي ضرورة هذه المحبَّة، فكم بالأكثر البنوَّة التي بالنعمة؟! أعني إن كان يلزم الشخص أن يحب أولاده الطبيعيِّين، حتى يُدعَى أبًا طبيعيًا، فكم بالأكثر يحب أولاده بحسب النعمة، الروحيِّين المُعمَّدين، لئلاَّ يصيروا في جهنَّم مُعاقَبين. القديس يوحنا الذهبي الفم وَقَدْ أَرَانِي الرَّبُّ أَنَّهُ يَمُوتُ مَوْتًا. [10] يبدو أن المرض لم يكن خطيرًا، ويُشفَى منه، إنما يموت بنهدد لا بسبب المرض، إنما بالجريمة التي يرتكبها حزائيل. طلب منه أن يقول للملك "شفاء تُشفَى"، ثم أكمل: "وقد أراني الرب أنه يموت موتًا". ربما أراد أن يخبره أنه لا يموت بسبب المرض بل يُشفَى، لكنه يموت بسبب آخر. يرى البعض أن كلمات النبي هنا لحزائيل يُقصَد بها أن النبي يوبخه، لأنه لن يبلغ الرسالة، إذ يخشى غضب الملك. وكأن النبي يقول له أنا أعلم ما تقوله له تحت أي الأوضاع وهو "شفاءً تُشفَى"، لكن هذا يخالف قول الرب إنه موتًا يموت. v إذ كان مرضه ليس خطيرًا، كان يُمكن أن يُشفَى من مرضه، كما قال أليشع له... لقد مات بطريقة طبيعية، لكن بوسيلة غريبة، إذ خدعه حزائيل سفيره، إذ وضع اللبدة (وغمسها بالماء ونشرها على وجهه) وقتله، وملك عوضًا عنه كما تنبأ أليشع. القديس مار أفرام السرياني |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|