يُعَلِّق العلامة أوريجينوس
على قول النبي: "َأنَا رَجُلَ"، بقوله إنه يوجد في الكنيسة أناس هم رجال الله كقول إيليا عن نفسه: "إن كنتُ أنا رجل الله، فلتنزل نار من السماء وتأكلك أنت والخمسين الذين لك" (2 مل 1: 10)، أما الذين تركوا التعقُّل والفهم ويسلكون ببساطة، فيُحسبون كحيواناتٍ، إذ يقول المرتل: "الناس والبهائم تخلص يا رب" (مز 36: 6). فإن مات أحد هؤلاء البسطاء بالخطية وصار كجيفة، فإن من يمسها ويسلك معها في خطيتها يتدنس.
هذا بالنسبة للحيوانات المستأنسة، أما بالنسبة لحيوانات البرية المفترسة، فيرى أن الأسد الميت يُشير إلى الالتصاق بإبليس، الذي يقول عنه الرسول بطرس: "لأن إبليس خصمكم كأسدٍ زائرٍ يجول ملتمسًا من يبتلعه هو، فقاوموه راسخين في الإيمان" (1 بط 5: 8-9). أما الذئاب فتُشير إلى الهراطقة، كقول الرسول بولس: "بعد ذهابي سيدخل بينكم ذئاب خاطفة لا تُشفِق على الرعية" (أع 20: 29)، فمن يتبعها في أفكارها الخاطئة يكون كمن تنجس بلمس جيفة ذئبٍ ميتٍ.