v "وعدد سنوات ظلمه غير أكيدة"... معروف أن كل إنسانٍ مُتكَبِّر يمارس الطغيان حسب قياسه. فما يمارسه شخص في دولة وذلك بحُكْمِ مركزه العالي الذي يتناسب معه؛ وآخر في مقاطعة، وآخر في مدينة، وآخر في أسرته، وآخر يخفي شره، فيمارسه على نفسه في فكر قلبه.
فالله لا يشغله كمية الشر التي يستطيع الإنسان أن يمارسها، وإنما الكمية التي في ذهنه ليمارسها. وعندما يكون الإنسان بلا سلطان في الخارج، يُحسَب طاغية في داخله، ويسيطر الإثم عليه في داخله. فإنه وإن كان لا يضغط على أقربائه من الخارج، إلاَّ أنه في الداخل يبحث ليجد فرصة وسلطانًا للضغط على الغير. فإن الله يتطلَّع إلى قلوب البشر، فيُحسَب في عيني الله الشرير أنه مارس بالفعل حسب ما يتخيَّله.