![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() إنه الابن المبارك، قدوس الله. أ كان يمكن لذلك القدوس أن يستريح وسط هذا العالم زمن تجسده؟ مستحيل. وهو وإن كان ـ تبارك اسمه للأبد ـ قال لتلاميذه «تعالوا هنا منفردين إلى موضع خلاء واستريحوا قليلاً» (مر6: 31) ـ لكنه أبدًا لم يَقُل: تعالوا لنستريح!! يجول من قرية إلى قرية. يلبي أكثر من طلب. يسد أكثر من حاجة. كم من أيام بدأها باكرًا في الصباح لتنتهِي متأخرة بالليل، وهو يعمل. يعمل بقلب المحبة، وبذات النكران والتواضع! أحبائي .. تعالوا بنا لوقفة هادئة نتأمله في خشوع وهو يقول لليهود: «أبي يعمل حتى الآن وأنا أعمل» (يو5: 17). وأمام عمل محبته التي أبدًا لا تهدأ .. كيف قابله العالم؟! كيف استقبل العالم هذا الزائر الجليل؟! هذا الضيف السماوي الإلهي؟! في ولادته لم يقدم له العالم سقفًا يستظل به، لم يجد فندقًا يفتح الأبواب له. وعلى طول رحلته فوق الأرض لم يجد مكانًا ليسند رأسه. وعند موته لم يكن له مكان ليُدفن فيه. قدما السيد الطاهرتان لم تجدا موضعًا لراحتهما في خلال رحلته هناك مكان واحد وجد فيه راحته! وهناك فترة زمنية معينة من الآب .. يمكن له بعدها أن يجد راحته! المكان هو الصليب وليست الأرض، مرفوعًا عن الأرض، مُعلقًا بين السماء والأرض. والزمان هو حينما أبطل الخطية بذبيحة نفسه! لم ينتظر دخوله المجد، لم ينتظر قيامته من الأموات، بل بمجرد ما أتم عملية الفداء، في الحال نكس الرأس أولاً .. أي استراح! الآن فقط وجد راحة له .. والآن أوجد لنا راحة في شخصه المعبود. «قال قد أُكمل. ونكس رأسه. وأسلم الروح» (يو19: 31). إنه قدوس الله. إنه ابن محبته. إنه الابن الوحيد الذي منذ الأزل وإلى الأبد في حضن الآب! قارئي العزيز: ليت الرب يهبنا نعمة خاصة حتى لا يغيب عن أذهاننا وقلوبنا أن رب المجد هذا قيل عنه زمن تجسده: «وأما ابن الإنسان .. فليس له أين يسند رأسه». |
![]() |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|