![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() الدور الإنساني في التوبة 1 اِرْجِعْ يَا إِسْرَائِيلُ إِلَى الرَّبِّ إِلهِكَ، لأَنَّكَ قَدْ تَعَثَّرْتَ بِإِثْمِكَ. 2 خُذُوا مَعَكُمْ كَلاَمًا وَارْجِعُوا إِلَى الرَّبِّ. قُولُوا لَهُ: «ارْفَعْ كُلَّ إِثْمٍ وَاقْبَلْ حَسَنًا، فَنُقَدِّمَ عُجُولَ شِفَاهِنَا. 3 لاَ يُخَلِّصُنَا أَشُّورُ. لاَ نَرْكَبُ عَلَى الْخَيْلِ، وَلاَ نَقُولُ أَيْضًا لِعَمَلِ أَيْدِينَا: آلِهَتَنَا. إِنَّهُ بِكَ يُرْحَمُ الْيَتِيمُ». جاء النداء الأخير: "ارجع يا إسرائيل إلى الرب إلهك لأنك قد تعثرت بإثمك، خذوا معكم كلامًا وارجعوا إلى الرب" [ع1-2]. هكذا يبقى عريسنا السماوي مناديًا إيانا كل أيام غربتنا، حتى نفَسْنا الأخير، حاثًا إيانا على الرجوع إليه، فهو لا يلزمنا بالرجوع قسرًا، لكن يستعطفنا بحبه، ويسحب قلبنا بدعوته المستمرة وإعلاناته. وكما يقول الأب مرقس الناسك: [لا تستطيع قوة ما أن ترغمنا على صنع الخير أو الشر، غير أن الذي نحمل له بحرية إرادتنا -إن كان الله أو الشيطان - فذاك يحثنا على العمل الذي يخص مملكته.] إنه ينادينا ويبقى مناديًا إيانا، لكنه لا يلزمنا، إذ يقدر حريتنا الإنسانية ويتعامل معنا على مستوى الحب المتبادل لا كآلات جامدة بين يديه وكما يقول القديس يوحنا ذهبي الفم: [نحن سادة في إمكاننا أن نجعل كل عضو فينا آلة للشر أو آلة للبرّ (بالمسيح يسوع)]. كما يفعل الإنسان الإثم بكامل حريته هكذا يليق به أن يرجع إلى الرب إلهه بكامل حريته، طالبًا العون الإلهي لمساندته في الرجوع. أول الطريق في التوبة هو الشعور بالخطأ، إذ يقول: "لأنك قد تعثرت (سقطت) بإثمك"، لذا يليق بك الرجوع إلى الرب إلهك حاملًا معك "كلامًا" هو اعترافك بالخطأ. فإن من يدرك في أعماقه أنه ساقط بسبب إثمه لا يعدم كلامًا ولا يتساءل: بماذا اعترف؟ أو كيف اعترف؟ فإن الروح القدس الذي يفضح له آثامه هو يسنده في اعترافه بهذه الآثام. هنا نريد تأكيد أن الاعتراف ليس مجرد حصر لخطايا أو آثام ارتكبناها، وإنما أولًا وقبل كل شيء هو شعور بمرارة نحو ما ارتكبناه وكما يقول الأب مرقس الناسك: [الإنسان المختبر الذي يتعلم الحق يعترف لله بخطاياه، لا عن طريق إحصائه لما صنعه بل مرارة نفسه لما يعاني منه]. وكما يقول الأب يوحنا من كرونستادت: [لنسرع مستعطفين الله بالتوبة والدموع. لندخل إلى أنفسنا ونتأمل قلوبنا النجسة بكل دقة، إذ نرى جموع الرجاسات التي تمنع نعمة الله ندرك أننا أموات روحيًا.] هذا الاعتراف يحمل شقين متكاملين: اعترف بالخطأ وإيمان بالله واهب الصلاح، وكما يقول القديس أغسطينوس إننا نعترف لله بخطايانا كما نعترف بعمله فينا مسبحين إياه. "قولوا له: ارفع كل إثم، واقبل حسنًا (خير)، فنقدّم عجول شفاهنا" [ع2]. نطلب منه أن يرفع عنا كل إثم ارتكبناه، ويهبنا كل ما هو حسن أو خير من عنده قد فقدناه، ذبائح شكر هي "عجول شفاهنا" أو ثمر شفاهنا حسب الترجمة السبعينية. إدراكنا للإثم الذي قتل قلبنا وأمات نفسنا الداخلية، واعترفنا بالله كواهب الحياة الفاضلة التي من عنده تربطنا به كمخلص وحيد، فلا نتكئ على ذراع بشر أيًا كان هذا الذراع، قائلين: "لا يخلصنا آشور، لا نركب على الخيل ولا نقول لعمل أيدينا آلهتنا". فبالنسبة لشعب إسرائيل في ذلك الحين ، يدركون أن آشور الذي اتكأوا عليه لم يخلصهم بل حطمهم وسباهم، وقوتهم الحربية "الخيل" لم تقدر أن تنقذهم من غضب الله عليهم بسبب شرهم، وأصنام البعل التي هي عمل أيديهم ليس بالحق آلهتهم القادرة على مساندتهم. هذا من ناحية ومن ناحية أخرى أراد الله أن يعلن فصل الجانب السياسي من الجانب الروحي، فالخلاص لا يتم بذراع بشري، مهما كانت قدرته أو سلطانه أو عظمته كآشور، ولا بقوة زمنية كالخيل ولا بالآلهة التي هي من صنع أيدينا... إنما الخلاص هو من عند الله. بمعنى آخر ليتنا لا نتكئ على آشور، أيّ على الآخرين، ولا على قدرتنا ومواهبنا وإمكانياتنا الذاتيّة (الخيل)، ولا على برّنا الذاتي (آلهتنا الداخلية)، إنما نقول: "بك يُرحم اليتيم" [ع3]. بدونك صرت يتيمًا بلا أب سماوي، فمن يرحمني غيرك؟! وكما يقول القديس جيروم: [الأيتام هم الذين فقدوا الله أباهم.] |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
ما هو الدور الذي يجب أن تلعبه التوبة في المضي قدًما |
ما هو الدور الذي تلعبه التوبة في شفاء الاستياء |
يشوع الدور الإنساني |
إنّ الفن الإنساني |
الدور الإنساني في مشكلة الألم ::: |