|  | 
|  | 
|  |  | 
| 
			 
			رقم المشاركة : ( 1 )  
			
			
			
			
			
		 | |||||||||||
| 
 | |||||||||||
| سنكسار ( يوم السبت ) 15 ديسمبر 2023 6 كيهك 1740      اليوم السادس من شهر كيهك المبارك نياحة البابا إبرام ابن زرعة "62 " في مثل هذا اليوم من سنة 970 ميلادية تنيح القديس  أنبا ابرام  بابا الإسكندرية الثاني والستون ، كان هذا الاب من نصارى  المشرق ، وهو ابن زرعة  السرياني وكان تاجرا ثريا وتردد علي مصر مرارا  وأخيرا أقام فيها، وكان بتحلي بفضائل  كثيرة ، منها الرحمة علي ذوي الحاجة ،  وشاع ذكره بالصلاح والعلم ، وعندما خلا  الكرسي البطريركي ، اجمع رأي  الأساقفة والشيوخ العلماء علي اختياره بطريركا، فلما  جلس علي كرسي الكرازة  المرقسية وزع كل ماله علي الفقراء والمساكين ، وفي أيامه عين  قزمان  الوزير القبطي ابن مينا واليا علي فلسطين ، فأودع عند الاب البطريرك مئة  آلف  دينار إلى إن يعود ، وأوصاه بتوزيعها علي الفقراء والمساكين والكنائس  والأديرة إن  مات هناك ، فلما بلغ البطريرك خبر استيلاء هفكتين علي بلاد  الشام وفلسطين ، ظن إن  قزمان قد مات ، فوزع ذلك المال حسب الوصية ، ولكن  قزمان كان قد نجا من الموت وعاد  إلى مصر فاخبره الاب بما فعله بوديعته فسر  بذلك وفرح فرحا جزيلا، ومن مآثره انه  ابطل العادات الرديئة ، ومنع وحرم  كل من يأخذ رشوة من أحد لينال درجة بالكنيسة ،  كما حرم علي الشعب اتخاذ  السراري وشدد في ذلك كثيرا ، فلما علم بذلك الذين اتخذوا  لأنفسهم سراري ،  استيقظ فيهم خوف الله ، كما خافوا ايضا من حرمه ، فأطلقوا سبيل  سراريهم  وذهبوا إليه تائبين ، ما عدا رجلا من سراة الدولة ، فانه لم يخف الله تعالي   ولا حرم هذا الاب الذي وعظه كثيرا وأطال أناته عليه ، حيث لم يرتدع ولم  يخش إن  يهلكه الله ، ومع هذا لم يتوان الاب عن تعليمه إصلاحه ، بل أتضع  كالمسيح معلمه وذهب  إلى داره ، فلما سمع الرجل بقدوم الاب إليه اغلق بابه  دونه ، فلبث الاب زهاء ساعتين  أمام الباب وهو يقرع فلم يفتح له ، ولا كلمة  ، ولما تحقق إن هذا المسكين قد فصل  نفسه بنفسه من رعية المسيح ، واصبح  بجملته عضوا فاسدا ، رأي انه من الصواب قطعه من  جسم الكنيسة حتى لا يفسد  بقية الأعضاء ، فحرمه قائلا “ إن دمه علي رأسه ، ثم نفض  غبار نعله علي  عتبة بابه ، فاظهر الله آيته في تلك الساعة أمام أعين الحاضرين إذ  انشقت  عتبة الدار ، وكانت من الصوان ، إلى نصفين ، وبعد ذلك اظهر الله قدرته حيث   افتقر حتى لم يبق معه درهم واحد ، كما طرد من خدمته مهانا ، وأصابته بعض  الأمراض  التي آدت إلى موته اشر ميتة ، وصار عبرة لغيره ، إذ اتعظ به خطاة  كثيرون وخافوا مما  أصابه . وفي زمان هذا الاب كان للمعز وزيرا اسمه يعقوب بن يوسف ، كان يهوديا واسلم ، وكان له صديق يهودي ، كان يدخل به إلى المعز اكثر الأوقات ويتحدث معه ، فاتخذ ذلك اليهودي دالة الوزير علي المعز وسيلة ليطلب حضور الاب البطريرك ليجادله ، فكان له ذلك ، وحضر الاب ابرام ومعه الاب الانبا ساويرس ابن المقفع أسقف الاشمونين ، وأمرهما المعز بالجلوس فجلسا صامتين ، فقال لهما “ لماذا لا تتجادلان ؟فأجابه الأنبا ساويرس “ كيف نجادل في مجلس أمير المؤمنين من كان الثور اعقل منه “ فاستوضحه المعز عن ذلك ، فقال إن الله يقول علي لسان النبي " ان الثور يعرف قانيه والحمار معلف صاحبه أما إسرائيل فلا يعرف ( اش 1 : 2 ) " ثم جادلا اليهودي وأخجلاه بما قدما من الحجج الدامغة المؤيدة لصحة دين النصارى ، وخرجا من عند المعز مكرمين ، فلم يحتمل اليهودي ولا الوزير ذلك ، وصارا يتحينان الفرص للإيقاع بالنصارى ، وبعد ايام دخل الوزير علي المعز وقال له إن مولانا يعلم إن النصارى ليسوا علي شئ ، وهذا إنجيلهم يقول "لو كان لكم إيمان مثل حبة خردل لكنتم تقولون لهذا الجبل انتقل من هنا إلى هناك فينتقل " ولا يخفي علي أمير المؤمنين ما في هذه الأقوال من الادعاء الباطل ، وللتحقق من ذلك يستدعي البطريرك لكي يقيم الدليل علي صدق دعوى مسيحهم ، ففكر الخليفة في ذاته قائلا "إذا كان قول المسيح هذا صحيحا ، فلنا فيه فائدة عظمي ، فان جبل المقطم المكتنف القاهرة ، إذا ابتعد عنها يصير مركز المدينة اعظم مما هو عليه الآن ، وإذا لم يكن صحيحا ، تكون لنا الحجة علي النصارى ونتبرز من اضطهادهم ، ثم دعا المعز الاب البطريرك وعرض عليه هذا القول ، فطلب منه مهلة ثلاثة ايام فأمهله ، ولما خرج من لدنه جمع الرهبان والأساقفة القريبين ، ومكثوا بكنيسة المعلقة بمصر القديمة ثلاثة ايام صائمين مصلين إلى الله ، وفي سحر الليلة الثالثة ظهرت له السيدة والدة الإله ، وأخبرته عن إنسان دباغ قديس ، سيجري الله علي يديه هذه الآية ، فاستحضره الاب البطريرك وأخذه معه وجماعة من الكهنة والرهبان والشعب ، ومثلوا بين يدي المعز الذي خرج ورجال الدولة ووجوه المدينة إلى قرب جبل المقطم ، فوقف الاب البطريرك ومن معه في جانب ، والمعز ومن معه في جانب أخر ، ثم صلي الاب البطريرك والمؤمنون وسجدوا ثلاث سجدات ، وفي كل سجدة كانوا يقولون كيرياليسون يارب ارحم ، وكان عندما يرفع الاب البطريرك والشعب رؤوسهم في كل سجدة يرتفع الجبل ، وكلما سجدوا ينزل إلى الأرض ، وإذا ما ساروا سار أمامهم ، فوقع الرعب في قلب الخليفة وقلوب أصحابه ، وسقط كثيرون منهم علي الأرض ، وتقدم الخليفة علي ظهر جواده نحو الاب البطريرك وقال له ، أيها الأمام ، لقد علمت الآن انك ولي ، فاطلب ما تشاء وأنا أعطى ، فلم يرض إن يطلب منه شيئا ، ولما ألح عليه قال له "أريد عمارة الكنائس وخاصة كنيسة القديس مرقوريوس ( أبو سيفين ) التي بمصر القديمة ، فكتب له منشورا بعمارة الكنائس وقدم له من بيت المال مبلغا كبيرا ، فشكره ودعا له وامتنع عن قبول المال فازداد عند المعز محبة نظرا لورعه وتقواه ، ولما شرعوا في بناء كنيسة القديس مرقوريوس ، تعرض لهم بعض الأشخاص ، فذهب المعز إلى هناك ومنع المعارضين، أستمر واقفا حتى وضعوا الأساس. كما جدد هذا الاب كنائس كثيرة في أنحاء الكرسي المرقسي ، ولما اكمل سعيه تنيح بسلام بعد إن جلس علي الكرسي ثلاث سنين وستة ايام صلاته تكون معنا ولربنا المجد دائما ابديا امين . استشهاد القديس باطلس القس في مثل هذا اليوم نعيد بتذكار القديس باطلس القس الشهيد . صلاته تكون معنا امين. | 
| أدوات الموضوع | |
| انواع عرض الموضوع | |
| 
 |