كانت للقديسين في تسالونيكي معرفة عن مجيء الرب وملكوته كأمـر مُحَقَّق ومُؤَكَّد، فهم كانوا ينتظرون ابن الله من السماء كرجاء راسخ وقريب جدًا لقلوبهم.
ولم يضعـوا في الاعتبار أنه ينبغي أن يتأنـى تبعًا لمشيئة الله ليجمع نفوسًا جديدة لشركة محبته، بينما يَدَع العالم ينضُج في شرّه وإثمه للدينونة. وقد كانوا يفتقرون للتعليم بإزاء كل ذلك.
لقد تمتعوا بتعليم الرسول لفترة وجيزة، ولكن لم تكن قد كُتبت أية رسالة بعد.
فعندما كتب إليهم الرسول بولس أولى رسائله لم يجد شيئًا أكثر ضرورة من تكميل ذلك النقص في التعليم، بينما أُذيع فرحهم ونمَا إيمانهم، لأنه إذا لم يُملأ ذلك النقص بإعلان إلهي، لبقيَ المجال مفتوحًا للعدو لتقويض حقيقة مجيء الرب التي عرفوها، أو لزعزعة ثقتهم في الله.