ختارت مريم النصيب الصالح، وأنت ماذا اخترت؟
ذُكر عن الرب أنه «الرَّبُّ الصَّالِحُ» (٢أخبار٣٠: ١٨)، و«الْمُعَلِّمُ  الصَّالِحُ» (متى١٩: ١٦)، و«الرَّاعِي الصَّالِحُ» (يوحنا١٠: ١١)، وروحه هو  «الروح الصالح» (نحميا٩: ٢٠)، وطريقه هو «الطريق الصالح» (١ملوك٨: ٣٦)،  ولأنه هو النصيب الصالح فنستطيع أن نقول: «نَصِيبِي هُوَ الرَّبُّ، قَالَتْ  نَفْسِي، مِنْ أَجْلِ ذلِكَ أَرْجُوهُ» (مراثي٣: ٢٤).
قال الرب لمرثا: «الْحَاجَةَ إِلَى وَاحِدٍ»، وهذه العبارة لها معنيين:  أولاً: كان الرب يقصد أنه لا داعي لتعدد الأطعمة التي تجعلك ترتبكي وتضطربي  لكن الحاجة إلى نوع واحد من الطعام. ثانيًا: الحاجة إلى شخصه فقط. قال  بولس: «أَفْعَلُ شَيْئًا وَاحِدًا: إِذْ أَنَا أَنْسَى مَا هُوَ وَرَاءُ  وَأَمْتَدُّ إِلَى مَا هُوَ قُدَّامُ» (فيلبي٣: ١٣). فكان المسيح بالنسبة  له هو الغرض والهدف، وهذا جعله سعيدًا في أحزانه. وقال داود: «وَاحِدَةً  سَأَلْتُ مِنَ الرَّبِّ وَإِيَّاهَا أَلْتَمِسُ: أَنْ أَسْكُنَ فِي بَيْتِ  الرَّبِّ كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِي، لِكَيْ أَنْظُرَ إِلَى جَمَالِ  الرَّبِّ، وَأَتَفَرَّسَ فِي هَيْكَلِهِ» (مزمور٢٧: ٤).
مرثا ومريم أختان بالجسد، مؤمنتان بالرب يسوع، وتحبانه كثيرًا، لكنهما  مختلفتان في شخصيتهما وطبيعتهما وميولهما، وذلك لأن كل واحد منا مختلف عن  الآخر، ويستطيع أن يقول: «أَحْمَدُكَ مِنْ أَجْلِ أَنِّي قَدِ امْتَزْتُ  عَجَبًا» (مزمور١٣٩: ١٤).