وكان واحد من المُذنبين المُعلقين يجدف عليه قائلاً إن كنت
أنت المسيح فخلِّص نفسك وإيانا، فأجاب الآخر وانتهره
قائلاً أوَ لا أنت تخاف الله ...
( لو 23: 39 ،40)
فاللصان يمثلان أمامنا القسمين اللذين انقسم إليهما الجنس البشري من أيام قايين وهابيل إلى هذه الساعة، والمحك الوحيد الذي يُمتحن به القسمان "المسيح". فكل أنواع الأخلاق والآداب، وكل درجات الحياة الاجتماعية، وكل الهيئات والشيع والجماعات التي ينقسم إليها الجنس البشري، تُقاس بهذا المقياس: هل هي في المسيح، أم خارجاً عنه؟ والفرق بين اللصين هو بعينه الفرق بين المُخلَّصين والهالكين ـ بين الكنيسة والعالم ـ بين أولاد الله وأولاد إبليس. فشخص المسيح هو الحد الفاصل المُميز للخليقة الجديدة من القديمة، لمملكة الله من مملكة الشيطان، لأبناء النور من أبناء الظلمة.