اَلْيَدَانِ إِلَى الشَّرِّ مُجْتَهِدَتَانِ.
الرَّئِيسُ وَالْقَاضِي طَالِبٌ بِالْهَدِيَّةِ،
وَالْكَبِيرُ مُتَكَلِّمٌ بِهَوَى نَفْسِهِ، فَيُعَكِّشُونَهَا. [3]
ما بلغته المملكة أبشع من الغابة، لأنه توجد خطة مدروسة، تعمل القيادات معًا لكن بدون روح الحب، غايتها النهب والسلب والقتل. يدا كل واحدٍ منهم مجتهدتان في اصطياد النفوس وإهلاكها. فما تشتهيه قلوبهم، وما تنغمس فيه أفكارهم، تنفذه أياديهم بكل اجتهاد.
القادة الذين اؤتمنوا على الدفاع عن الحق، استخدموا سلطانهم لاقتناء المال، فيطلبون الرشوة على شكل هدايا؛ فيُلبسون الرذيلة ثوب الصداقة والفضيلة.
يُقصد بالكبير صاحب الثروة والسلطان، فإنه لا يخجل من أن يتكلم بصراحة عما في نفسه من هوى محبة المال، فيفسدون نفوسهم كما يفسدون نفوس من حولهم.