وأخيرًا، نحن نحسب الألم هِبَة لأنه لا بد أن القلب الذي سمح لنا بالألم، يحفظ لنا المكافأة (رو8: 18)، واليد التي قدَّمت لنا هِبَة الألم هي التي ستمسح كل دمعة من عيوننا (رؤ21: 4). وحين نسمع من شفتيه كلمات المديح (مت25: 21)، سيكون ذلك تعويضًا كافيًا، بل وعظيمًا عن كل ما اجتازت فيه النفس من ألم.
لذا - عزيزي القارئ - لا يهن العزم منك، ولا تخف، إن لِتعبك أجرًا ومكافأة. إن ربك فوق الكل، فاحسب حساباتك بالإيمان، واترك العيان لأنه باطل. قف في صفوف الأبطال، واطرح كل فكر انهزامي، ومد بصرك خلف سواد الغيوم، فيُشرق في نفسك نور كوكب الصباح، وتستدفئ روحك بشمس البر الشافية، واستمتع بحساب الإيمان أن الألم هبة من الله.