إن كانت الرحمة تدفعنا للتشبُّه بالله الرحيم نفسه فهي تلزمنا أن نرحم إخوتنا ولا ندينهم: لا تَدينوا فَلا تُدانوا. لا تَحكُموا على أَحَدٍ فلا يُحكَمَ علَيكم" (لوقا 6: 37).
فمن يدين أخاه ينشغل بخطايا الغير لا بخطاياه ويفقد القوَّة على إصلاح نفسه متطلِّعا على الدوام نحو أخيه، لذلك يقول المسيح:
"أَيُّها المُرائي، أَخْرِجِ الخَشَبَةَ مِن عَينِكَ أَوَّلاً، وعِندَئِذٍ تُبصِرُ فتُخرِجُ القَذى مِن عَينِ أَخيك " (متى 7: 5)؛ ويؤكّد ذلك يقول بولس الرسول
" لا عُذر َلَكَ أَيًّا كُنتَ، يا مَن يَدين، لأَنَّكَ وأَنتَ تَدينُ غَيرَكَ نَحكُمُ على نَفْسِكَ، فإِنَّكَ تَعمَلُ عَمَلَه، يا مَن يَدين (رومة 2: 1).
وفي قصة المرأة الزانية يسوع قد أدان الخطيئة لا الإنسان؛ فقالَ لها يسوع: وأَنا لا أَحكُمُ علَيكِ. إِذهَبي ولا تَعودي بَعدَ الآنَ إلى الخَطيئة". (يوحنا 8: 11).
فيدعونا يسوع إلى كره الخطيئة ومحبة الخاطئ.