بعد صلاة يسوع على الجبل ودعوته للرسل تكلم لوقا الإنجيلي عن عظة يسوع الكبرى في السهل مما يوكِّد أن صلاته تسبق أعماله وأعماله تسبق أقواله (لوقا 24: 19 وأعمال الرسل 1: 1). وفي عظته يُحدِّد يسوع معيارا لسلوك التلميذ الكامل من خلال رؤيته الخاصة والتي تتلخَّص في التطويبات الأربعة موجهة للفقراء والجياع والباكين والمضطهدين، وهي بمثابة أنواع الفئات التي تشير للمأساة البشرية (الفقر والجوع والدموع والاضطهاد) ويليها الويلات الأربعة موجهة إلى الأغنياء والشباع والضاحكين والمَمدوحين معلنا الفرق بين الفقراء والأغنياء. وتبدو رؤيته انقلابا للمواقف الحاضرة (لوقا 1: 51-35)؛ تعبّر التطويبات التي أعلنها يسوع، عن كمال المحبة الإنجيلية، إذ شرح فيها يسوع، موسى الجديد، الوصايا العشر، وشريعة العهد، مكملاً معناه النهائي، إنها وصاياه العهد الجديد الثمانية. وهي أسمي ما ظهر في تاريخ الإيمان وأسمى حكمة بشريّة. قال عنها ستالين، مؤسس الشيوعية "لو كانت هذه الكلمات مني، لغيّرت بها كلَّ العالم". اجل التطويبات دعوة للسعي نحو "حياة كاملة". والحياة الكاملة تتطلب جهد دون تعب في "السير" في طرق الله.