"اعمَلوا لِلطَّعامِ الَّذي يَبْقى " فتشير إلى الطعام الروحي الذي هو عطية الله. يدعو يسوع الجمع أن يشتهوا الخيرات الروحية ويتَّخذوا كل الوسائل التي اعدَّها الله لتحصيلها، كما يدعوهم أن يعترفوا أن قدرته امر واقع، لكنهم لم يدركوا معناها الصحيح من خلال التطلع إلى اعلى، للقوت الباقي للحياة الأبدية.
لأنهم اكتفوا بأكل الخبز العادي، فتحمَّسوا من اجل ذاك للذي أطعمهم. توقفوا عند هذا الخبز وتجاهلوا يسوع الذي يعطي الطعام الحقيقي، الحياة الأبدية.
هذه الحياة ننالها بالإيمان بالمسيح. أمَّا الإيمان ينشأ من الاعتراف بان أعمال يسوع آيات (يوحنا 2: 11).
وقد عدّ يوحنا الإنجيلي المعجزات آيات أي أحداثا أخيرية تمكن المؤمنين من الشعور منذ الآن بمجد يسوع، وبهذا أعاد الروابط مع العهد القديم كما جاء في نبوءة أشعيا " أَجعَلُ بيَنَهم آيَةً" (أشعيا 66: 19).
في حين خصَّصت الأناجيل متى، مرقس ولوقا كلمة المعجزات بكلمة يونانية δύναμις, (معناها أعمال قدرة) (مرقس 9: 39) وخصصوا استعمال كلمة " آية" بكلمة يونانية σημεῖον بالخوارق المرافقة لافتتاح الأزمنة المسيحانية (متى 12: 38، مرقس 18: 11-1 ولوقا 11: 16).