ورجع التلاميذ، وكان قد انتهى الحوار، ” فعجبوا إذ رأوه يحادث امرأة على قارعة الطريق وفي رابعة النهار . ولكن لم يقل أحد منهم ” ماذا تريدين منه ؟ ولماذا تحادثها “. وتركت الجرّة، وما حاجتها إليها وقد ملأت قلبها من ماء الحياة الأبدية ؟
وعندما سأله تلاميذه خلال ذلك أن يأكل فأجابهم قائلاً : ” لي طعامٌ آكُلُه انتم لا تعرفونه ” فلم يفهموا وظنوا أن أحداً جاءه بطعام ، فأوضح لهم ما عنى فقال : ” طعامي أن أعمل بمشيئة من أرسلني وأن أُتم عمله ” ( يوحنا ٤ : ٣١ -٣٤ ) . وترآت له في البعيد جموع السامريين آتين إليه ومن ورائهم جماهير المؤمنين في كل عصر فهتف بتلاميذه قائلاً : ” أرفعوا عيونكم وأنظروا إلى الحقول ، تروها قد ابيضت وحان وقت الحصاد ” ( يوحنا ٤: ٣٥ ) .
لقد بدأ رسالته وهو بحاجة إلى حصّادين يسيرون معه و يعاونوه .
آمن به السامريون قبل اليهود . آمنوا به لما سمعوا من السامرية ابنة قومهم تخبرهم عن كل شيء تخصها كلامها عنها . وآمنوا على الأخص لأنهم سمعوه ورأوه وقد قضى في ضيافتهم يومين تلبية لدعوتهم ، وعلموا أنه ” مخلص العالم حقاً ” . فاكتشفوا حقيقة رسالته وهي خلاص العالم .
اللهم أعطنا أن نعرف عطاءك فننهل من هذا الماء الذي إذا شربنا منه لا نعود نظمأ أبداً.