تاريخ مدينة الرياح و النورس
كانت الصويرة في السابق اسمها تاموزيكا حسب ما ذكر المؤرخ هيرودوت، ثم أصبح اسمها “موكادور”، و حسب بعض المؤرخين يعود أصل التسمية إلى الاسم الأمازيغي “امكدول”، ثم حرفه البرتغاليون إلى “موكادور”، ويعني المدينة صاحبة السور أو الحصن، بعد ذلك تم تسميتها الصويرة بمعنى اللوحة و الصورة المرسومة.[1]
مرت على المدينة حضارات سحيقة مختلفة فنيقية، إغريقية، رومانية، ثم الإسلام. تأسست مدينة الصويرة بشكل رئيسي في العهد العلوي والذي يعود إلى سنة 1760م، عندما قام السلطان العلوي سيدي محمد بن عبد الله بإنشاء ميناء الصويرة لتعزيز التجارة الخارجية مع أوربا فأصبحت نقطة التقاء جميع القوافل الإفريقية والتبادل التجاري، وقد كان من أولويات السلطان العلوي تحصين المدينة، و لهذا السبب استعان بالمهندس تيودور كورني الخبير في بناء الحصون العسكرية وهو من قام بتصميم المدينة، فغلب عليها الطابع الأوروبي خاصة في صقالة التي بنيت على أنقاض الحصن البرتغالي، كما أحاط المدينة بالأسوار وجعل الشوارع على الطراز الأندلسي، وهذا ما يظهر جليا في حصن باب مراكش وباب البحر و الكنيسة البرتغالية والمساجد العتيقة في المدينة، أهمها مسجد القصبة و المسجد الجامع ومسجد الشرادي.
تتكون مدينة الرياح و النوارس من مجموعة من المعالم التاريخية أهمها القصبة و المدينة العتيقة التي تحتوي على مجموعة من الأسواق المختصة، ثم الملاح الحي اليهودي الشهير الذي يعتبر من بين أهم المزارات التاريخية في المدينة، ويعود تاريخ إنشاؤه للقرن “السادس عشر” الميلادي عندما بناه السلطان احمد منصور الذهبي، بالإضافة إلى الأسوار العتيقة و باب البحر وصقالة الميناء والمدينة وحصن باب مراكش و مسجد القصبة و بعض الكنائس القديمة أهمها الكنيسة البرتغالية التي قام ببنائها احد تجار أوروبا المرموقين في تلك الفترة، و سوف نتطرق لهذه المعالم بشكل مفصل.