للحوراء قوائم معتدلة الطول، وعلى ظهرها زوجان من الأجنحة الدقيقة لا فائدة منها إطلاق، وبهذه القوائم الطويلة تطارد الحوراء الحشرات والديدان والضفادع المائية الأخرى، والواقع أنك لو صدف أن نقلت حوراء عروس ماء (اليعسوب) إلى الأكواريوم لتمكنت هذه الحوراء على الأرجح من أن تقضي على كل شيء آخر فيه، فهي تمشي ببطء إلى مدى معين من فريستها، وتطلق نحوها فكين كالملقط في طرف فمها ذي المفاصل، وتقبض عليها وتبتلعها، ثم تعود فتطوي فكيها على وجهها، فيغطيانه تقريبا كالقناع، والحقيقة أن هذين الفكّين المفصّليين يسميان قناعاً .
إن جلد الحوراء الخارجي لا يتسع لكنه يتشقق من الوراء بين وقت وآخر ثم يسقط، وفي كل مرة يحدث ذلك تنمو الحوراء قبل أن يتصلب الجلد الجديد، وهكذا فإن نموها يتحقق فجأة، وتنمو الأجنحة أيضا مع نمو الجسم، وعند إكتمال نموها تصبح الحوراء على إستعداد للخروج من الماء، تتسلق جذع نبتة مائية أحيانا، أو ساق شجرة أحيانا أخرى، وتتعلق بقوائمها، مرة أخرى يتشقق الجلد
على ظهرها وتنطلق اليعسوب مكتملة النمو في البداية تكون اليعسوبة شاحبة اللون، وتكون أجنحتها متغضنة، لكن هذه الأجنحة تنبسط وتصلب حين تكون اليعسوب متعلقة بجذع الشجرة أو ساق النبتة، وفي خلال ساعة تقريبا تكون اليعسوب قادرة على الطيران .
ويمكن لعروس الماء (اليعسوب) أن تسمى صقر عالم الحشرات، لان لها عينين كبيرتين جدا تغطيان القسم الأكبر من رأسها، كما أن بصرها هو اقوي حواسها كلها فترقب الحشرات في عناية دقيقة لتثب عليها وتفترسها، وتحمي منطقتها وتمنع عرائس الماء الأخرى من المجيء إلى المنطقة التي حددتها لنفسها، وهي كالصقور في قوة طيرانها وسرعتها أيضا، وقد تثب في الجو بسرعة تبلغ ميلا واحدا في الدقيقة، كما أن بعضها قد يحلق إلى ارتفاعات عالية کالصقور .