قصة وعبرة: النار والجنّة سأل رجل أحد النسّاك أن يشرح له مفهوم النار والجنّة، فقال له الناسك: "أنت رجل تافه وبليد العقل، جبان ولا تستحقّ الحياة، وأنا لا أستطيع أن أضيّع وقتي مع أمثالك لأجيبك على سؤالك هذا". فاغتاظ الرجل جدّاً، وسحب سيفه قائلاً في غضب شديد:
"سوف أقتلك لوقاحتك وجسارتك أيّها الناسك"، ثمّ تقدّم نحوه مريداً الفتك به. وأمّا الزاهد العابد، فأجابه بهدوء كلّيّ: "هذا هو الجحيم يا ابني". ولمّا سمع الرجل هذه الكلمة هدأ قليلاً، وأعاد سيفه إلى غمده، وانحنى شاكراً الناسك على عمق بصيرته وإجابته الحكيمة، ومعتذراً على تسرّعه وغضبه. أمّا الناسك، فنظر إليه باسماً وهو يقول: "وهذه هي الجنّة. إنّ ملكوت السموات والنار الأبديّة ليسا، فقط، في الحياة الأخرى، وإنّما تختبرهما على الأرض أيضاً. فوداعة الروح وهدوءها هما إحدى علامات عمل الروح القدّوس فيك. فلا تتخلَّ عن هذه الصورة مهما صنعوا بك شرّاً. تمسّك بهدوئك مهما أسيء إليك لتتمتّع بقرب الله منك".