![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ما معنى كلمة الإخوة αδελφοίς القديسين holy brethren ![]() طبعاً معروف أن الإخوة أبناء من أب واحد مشتركين في نفس ذات الدم brothers by blood، إخوة نشأوا في مكان واحد أو بيت واحد وأسرة واحدة، من عيلة واحدة، يتعايشون معاً لأنهم مرتبطون معاً برأس واحد أسمه رب الأسرة أي الأب، يعيشون بتآلف في اتحاد اُسري بالرغم من أنهم قد يكونوا مختلفين في الأفكار والميول والمواهب والرغبات والأعمال بل وفي ملامح الوجه من جهة الشكل، لكنهم من أب واحد ومن دم واحد ومشتركين في حياة واحدة، وهذه هي مقومات الإخوة في البيت الواحد. ولكن نحن هنا في صدد إخوة من نوع جديد يحملون نفس ذات المقومات إنما على نحوٍ خاص أسمى وأرفع من مقومات الأسرة الطبيعية حسب العالم الذي نعيش فيه، لأن النطق الرسولي يقول (الإخوة القديسين) بكونهم brethren in Christ أي إخوة في المسيح الرب، أي أنهم من نفس ذات الوطن السماوي الرفيع، يعني كلمة الإخوة هنا لا تعني اجتماع أو أُلفة جماعة خاصة تجمعت تحت مُسمى مسيحيين لهم مواهب واحدة وميول واحدة وأفكار واحدة وتآلفوا لأن تفكيرهم واحد ويخضعون لقوانين لائحة واحدة جامدة موضوعة، لأن هذه مقومات حزب وليست مقومات إخوة في المسيح يسوع، لأن التحزب دائماً يأتي تحت الخضوع لفكر واحد ان خرج عنه أحد يُنبذ وبالتالي يتم طرده سريعاً لأنه أصبح غريب عن الحزب ولا يعمل تحت قوانين البنود الموضوعة فيه، وهذا يختلف عن الانتماء الأُسري الطبيعي، لأن الأسرة – حسب وضعها الرعائي – لن تطرد ابن مختلف في الفكر أو الميول أو الوظيفة عن باقي إخوته، لأن هناك فرق شاسع ما بين الاتحاد الأسري الطبيعي وبين الاتحاد الحزبي المشروط، الأولى ترعى الأبناء تحت رأس واحد وتضمهم مهما ما كانوا مختلفين في كل شيء، وأن حدثت مشكلة بين أحدهما تأتي بهما للمائدة الواحدة في شركة المحبة الأخوية وتُقيِّم المشكلة وتحلها بروح الأبوة الصادقة، والثانية تنبذ وتطرد كل من هو مختلف بعد أن تعقد مجلس القضاء وتحقق في الموضوع وتُقيمه حسب لائحة الحزب ثم تعطي الحكم بالطرد أن ثبتت المخالفة. ومن هنا نستطيع أن نفهم وضع كنيسة كورنثوس المُخزي حينما كلمهم الرسول قائلاً:
عموماً هناك فرق كبير وشاسع حينما نتواجد في الكنيسة على أساس حزب وبين تواجدنا فيها على أساس أننا إخوة في المسيح الرب، لأن التحزب لا يُنشئ كنيسة على الإطلاق، وهذا هو سرّ مشكلة الحرب الطاحنة بين الناس في الاختلاف على الأشخاص والسعي لحرمان الأخ وطرده من الكنيسة، لأن الموضوع هنا موضوع جماعة حزب مش إخوة في جسد:
ولماذا قال الرسول أنهم لا يرثون ملكوت الله، هذا ليس مجرد حكم كنوع من أنواع القضاء، بل هذا طبيعياً يحدث وذلك لأنهم ليسوا من المدعوين إخوة في المسيح يسوع، بل أن هويتهم هوية تحزبيه، أي أن انتمائهم لحزب وليس لعيلة الله الحقيقية، أي أنهم ليسوا أبناء لأب واحد ولا أعضاء في جسد واحد، ربما يكون عندهم المعلومات الكافية عن كل مقومات العائلة السماوية، وبارعين في كتابة بحث عنها في الخدمة، لكنها ليست حقيقة واقعيه في حياتهم كخبرة عائلية، بل ولم يكونوا أبداً رعية مع القديسين وأهل بيت الله، بل لا زالوا غرباء ونُزلاً عن رعوية القديسين في النور. فالآن علينا يا إخوتي أن نعي معنى أننا إخوة في المسيح حسب الإنجيل، وأن إخوتنا ليست نظرية ولا فكرة مطروحة للمناقشة، لأنه لا توجد أُسرة تتناقش حول وضعها مع أبنائها وتضع بحث عظيم وكبير عن كونها أسره حقيقية وتحاول أن تثبت للأبناء وتقنعهم أنهم إخوة، لأن هذا شيء يحدث طبيعياً بسبب الولادة، يعني الإخوة هنا بالطبيعة حسب ولادتهم في الأسرة، أي أن هذا وضع طبيعي لا يحتاج لإثبات ولا لإقناع، وهكذا كل من ولد من فوق ولبس المسيح في المعمودية وآمن بوعي أن المسيح رئيس الخلاص ومكمله، وبهذا الإيمان دخل في الأسرة الواحدة فيجد تلقائياً أنه يحب إخوته شركاءه في الدعوة السماوية، ولنلاحظ أن هذا كله مبني على التدبير الذي تممه المسيح الرب، ولنركز فيما هو مكتوب عن التدبير:
وبناء على كل هذا التدبير الواضح في ولادتنا من الله فأننا صرنا أعضاء لبعضنا البعض من أُسرة واحدة طبيعياً دون تصنع أو بعمل نحن قمنا به (هكذا نحن الكثيرين جسد واحد في المسيح وأعضاء بعضا لبعض، كل واحد للآخر؛ لأننا أعضاء جسمه من لحمه ومن عظامه – رومية 12: 5؛ أفسس 5: 30)، لأنه أن أراد أحد ان ينضم لأُسرة ما فأنه يحاول جاهداً أن يعمل ما هو صالح أو نافع لكي يغري الأسرة أن تضمه إليها أو تستقبله ضيفاً عندها، وهذا يختلف عن الابن في الأسرة الواحدة، لأنه لم يُقبل على أساس أنه ضيف أو عامل فيها أو خادم، بل هو عضو منها تلقائياً وطبيعياً، لذلك مكتوب:
وهنا لنا وقفة لكي نُحدد طبيعة الأبناء حسب الإنجيل والولادة الفوقانية، لأن البنوة لها مقومات وعلامات ظاهرة، أي انها ليست كلام ولا اعتناق فكره نصدقها ونتحدث عنها بفرح الانفعال النفسي، بل هي حياة شركة أبناء في عيلة واحدة مقدسة، ولننتبه إلى ما هو مكتوب:
إذاً أن كنا كذلك أبناء الله فعلاً بشهادة الروح القدس في قلوبنا بسبب إيماننا بالابن الوحيد فأن علامات البنوة تظهر علينا طبيعياً، لأن طريقة حياتنا وسلوكنا يعبر عن انتماءنا، فابن الملك يعبر عن طبيعة وضعه في كل شيء من جهة كلامه وطريقة سيره وملبسه وطعامه وكل حركاته التي يقوم بها:
|
![]() |
رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
..::| الإدارة العامة |::..
![]() |
![]() ميرسي مارى ربنا يبارك خدمتك |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() شكرا على المرور
|
||||
![]() |
![]() |
|