![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
يارب بنور وجهك نسيرُ إلى الأبد ![]() طوينا إحدى صفحات العمر لنفتح صفحةً جديدةً لم يُكَتب فيها شيءٌ بعد. والزَّمن عنصرٌ مهمٌّ في حياة الإنسان لأنَّه يُشكِّل إطاراً لحياته، لذلك أراد الله بواسطة التَّجَسُّد أن يُشابِه الإنسان في كُلِّ شيءٍ … فدخل في لعبة الزَّمن وصار له عُمرٌ وهو المُنَزَّه عن المادة والزَّمن. والزَّمن أيضاً، ولئن كان ذا وجهٍ سلبيّ لأنَّه يُقرِّبنا من النهاية؛ إلاّ أنّه أيضاً علامة نموّ وتطوّر وتقدُّم. وهكذا، فإنَّ الإنسان أدرك الله شيئاً فشيئاً عبر الأدهار إلى أن “بلغ ملءُ الزَّمن ” (غلاطيا 4/4) على ما يقول بولس الرسول، حين كشف الله عن ذاته بتأنُّس الأقنوم الثاني مِنَ الثالوث القدوس، يسوعَ المسيح، الذي أوضَح لنا حقيقة الآب وصيَّرنا أبناء روحيّين له. والإنسانُ إخوتي هو “كائن الرغبة” على ما تقول الفلسفة، وهو إلى حدٍّ ما نتيجةٌ وثمرةٌ لتفاعله مع العالم الذي يعيشُ فيه … وذلك في إطار زمني. إنَّ طفولتنا مثلاً تلعبُ دوراً أساسيّاً في تركيبِ وصقلِ سلوكنا لمدى العمر، كما أنَّ حاضرنا يوجِّه قراراتنا ويحدِّد أسلوب تصرّفنا بما يتناسب معه. وإذ نحمل الماضي في ذواتنا ونعيش اللحظة الحاضرة؛ فنحن مشدودون أيضاً إلى المستقبل في رغبةٍ قويَّةٍ لتحقيق مشاريع جديدة واستكمال بناء شخصيّتنا . وهكذا يكون الإنسان في منافسةٍ دائمةٍ مع عنصر الوقت والزَّمن، مُريداً أن يستغلّه لمصلحته قدر الإمكان . ويسوع أيضاً كان “ينمو في النعمة والقامة والحكمة أمام الله والناس” (لوقا 2/52) مع أنّه “حكمة الله” وقوّة الله” (قورنتس 1/2/24) . إنَّ الزَّمن إخوتي وديعةٌ بين أيدينا لكي نفعِّل خلالها المواهب التي وهبها الله لنا وهو فرصةٌ أيضاً للتغيّر والتوبة والتَّجدُّد. قد يكون لكلِّ واحدٍ مِنًّا أحلامه الخاصة ورؤيته الخاصة إلى المستقبل … ولكن ما رأيكم في أن نُطيّع أحلامنا ومشاريعنا لمشاريع الله فنمشي معه في طريقٍ واحدٍ كما سار مع يسوعَ تلميذا عماوس وكما سار مع ملاك الله رافائيل الشابُ طوبيا وكما قبلت مريم بأن تتبنىّ في حياتها مشروع الله للإنسانية … وكما أطاع يوسف البار لمخطّط الله الخلاصي !؟ عذبٌ هو المسيرُ في دروب الحياة الى جانب الربّ “لأنّه لا يدعُ أقدامنا تزل … لا ينعسُ لا ينام …. لا تؤذينا الشمس في النهار ولا القمر في الليل !” (المزمور 120) تحاول الكنيسة أن تكون يد الله على الأرض لتُقدِّس النفوس وتُعلن بشارة الملكوت وتُعزّي مُنكَسِري القلوب وتبعث الرَّجاء حيثُ مات الرَّجاء. … لكنَّها تحتاج إلى عزيمة كلٍّ منكُم لنجعل مشروع الله مشروعنا الخاص وبذلك يتقدّس الزَّمن حينما نجعل سيّد الزَّمن ملكاً على حياتنا. فيا ربُّ، يا مَن أقام بسُلطانه الأزمنة والأوقات، يا مَن أهَّلنا بصلاحه أن نَصِلَ إلى هذه السنة الجديدة؛ أنتَ يا ربّ باركها بنعمتك واجعلها سنة خير وبركة باعتدال الفصول ووفرة غلال الأرض وأعطنا أن نجوزَ هذا العام المقبل، متزيّنين بإكليل الفضائل وسالكين بنور وصاياكَ الإلهيَّة. إحفظ كنيستك المقدّسة بسلامٍ وأعضد حُكَّامنا واهدهم إلى كُلِّ عملٍ صالحٍ وهبنا سلاماً وطيداً لا يتزعزع. هذِّب ياربُّ الأطفال، اهد شبابنا، شدِّد الشيوخ، إجمع المتفرِّقين رُدَّ الضالين وأسبغ على موتانا المؤمنين فيض رحمتك السَّماويَّة أيُّها الآب † والإبن † والروح القدس لك المجد إلى الأبد . |
|