الخشت عن تراجع الحضارة الإسلامية
كد الدكتور محمد عثمان الخشت، المستشار الثقافى المصرى لدى السعودية، أستاذ فلسفة الدين بجامعة القاهرة أن نصوص القرآن والسنة الصحيحة واضحة فى طاعة الله ورسوله دون وسيط من رجال الدين أو الكهنوت أو المتحدثين باسم الحقيقة المطلقة من أى نوع.
وأوضح الخشت أن شيوخ وقادة عصور التراجع يؤوِّلون النصوص، ويفسرونها بما يضمن لهم التدخل كوسطاء بين عامة المسلمين والإسلام، ومن تلك اللحظة التى نجحوا فيها فى السيطرة على عقول الناس، دخلت الحضارة الإسلامية فى حالة تراجع أمام العالم كله، مؤكدًا أن الطاعة كجزء أصيل من مفهوم الدين هى طاعة للقرآن والرسول مباشرة، وليست طاعة لأى متحدث باسمهما، فلا أحد يحمل "صكًّا إلهيًّا" يستوجب الطاعة، لأن المسؤولية فى القرآن الكريم فردية وشخصية، فالإسلام ضد التبعية العمياء.
وأكد المستشار الثقافى بالسعودية أن تجديد الخطاب الدينى يستلزم تنقية وإعادة فحص السنة النبوية من خلال تحرى الأسانيد والمتون وفحصها حتى يتم التأكد هل فعلا قال النبى ذلك أم لا، موضحًا بقوله: "هذا ما قام به علماء الحديث القدماء على قدر وسعهم، أما المحدثون، فلا يزالون عالة عليهم، ولم يكملوا جهودهم فى جمع ما تفرق من الأحاديث الصحيحة فى بطون كتب الصحاح والسنن والمسانيد، وبيان درجة صحتها، والتمييز بين يقينية الثبوت والأحاديث ظنية الثبوت والموضوعة، وتصنيف المتواترة والمشهورة والآحاد وعلاقتها باستنباط الأحكام، فهذا جهد يحتاج إلى مؤسسات علمية تقوم بواجبها تجاه سنة النبى وفق رؤية ومنهج علمى".
وأشار أستاذ فلسفة الدين بجامعة القاهرة إلى أن المرض الأكبر الذى يعانى منه منهج المسلمين فى التفكير هو "الدوجماطيقية"، أى التعصب المطلق لكل ما تؤمن به الجماعة، وهو يعنى الاعتقاد بامتلاك الحقيقة كلها، وأى متطرف فى الدين أو الفكر أو السياسة هو "دوجماطيقى" بلغة الفلسفة، وتعنى "شخصًا غير عقلانى"، يعتقد اعتقادًا جازمًا أنه على صواب تامّ وأن الآخرين على خطأ تامّ.
نقلا عن مبتدا