منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 14 - 08 - 2014, 08:12 AM
الصورة الرمزية tito227
 
tito227 Male
..::| VIP |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  tito227 غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 17
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 2,845

أمى الحنون 2
أمى الحنون 2

الخميس 14 اغسطس 2014
أمى الحنون 2

القس بولس بشاى كاهن بكاتدرائية رئيس الملائكة ميخائيل بأسيوط

تقابلت مع انسان تقى واحد بين عشرة اخوة ظلت أمه عاقرا لمدة 7 سنوات مرة النفس عملت فيها ما بوسعها ولم تنجب وفى أحد الايام نصحتها خادمة الكنيسة بزيارة أحد أديرة العذراء مريم والتشفع بأمومتها وأخذ بركة ماجور عجين كانت تستخدمه العذراء فى رحلتها إلى مصر ,






أسرعت واستشفعت بها بدموع حارة وأعطاها الله سؤل قلبها بسخاء وانجبت العشرة والاعجب فى الموضوع ان الرب اعطاها علامة رائعة على قبوله لصلوات امنا الحنون العذراء وهى ان العشرة اخوة جميعهم ولدوا يوم عيد العذراء 22 أغسطس.
و لكن هناك من يتساءل كيف يتفق هذا مع قول اشعياء النبى "أيسأل الموتى لأجل الأحياء" (أش19:8) و حقيقة لو قرأنا هذه الاية مبتورة من سياقها سنفهمها خطأ كما فهمها البعض على أنه لا شفاعة لموتى فى الأحياء و لكننا حين نقرأ الآية كاملة نكتشف أنه هنا يتكلم عن الموتى الحقيقيين و هم موتى الخطية إذ يقول "وإذا قالوا لكم اطلبوا إلى أصحاب التوابع و العرافين و المشقشقين و الهامسين. ألا يسأل شعب إلهه؟ أيسأل الموتى لأجل الأحياء؟" واضح طبعا انه يقصد موتى الخطية, أما الموتى الأتقياء القديسون فليست فقط أرواحهم ولكن حتى عظامهم الترابية أقامت الموتى فقد أكرم الرب عظامهم الترابية حتى دون أن يطلبوا كما حدث عندما أقامت عظام اليشع ميتاً (2مل21:13).
وفى موضع اخر يقول "فانك انت ابونا وان لم يعرفنا ابراهيم وان لم يدرنا اسرائيل" (اش16:63) وليس هذا دليلاً على انه بموت ابراهيم واسرائيل لم يعد اى منهما يعرف اولاده على الارض لكن الحقيقة ان اشعياء النبى هنا يتذلل امام الله قائلا وان تكن خطايانا تهين نسبنا الى ابائنا الابرار القديسين ابراهيم واسرائيل , تبقى انت يا رب ابونا و ولينا الرحيم.
على ان الشفاعة ليست شيكا على بياض أعطاه الله للقديسين فالاستجابة فى النهاية هى بحسب مشيئة الله مثل اى صلاة فمن الجائز ان الله لا يستجيب و ليس معنى هذا أن الله يرفض مبدأ الشفاعة كمنهج روحى فهل ان لم يستجب الله الصلاة مرة نقول ان فكرة الصلاة مرفوضة؟! خصوصاً انه فى مواقف اخرى كثيرة يقبل الشفاعة كشفاعة العذراء مثلاً فى عرس قانا الجليل, و فى أحيان اخرى لا يقبل بحسب مشيئته الصالحة, مثل ما قاله الرب لارميا النبى " لا تصلِّ لأجل هذا الشعب و لا ترفع لأجلهم دعاء و لا صلوة لأنى لا أسمع فى وقت صراخهم إلىًّ " (إر14:11) لماذا يا رب؟؟ لأنهم فى نفس الوقت "يصرخون إلى الآلهة التى يبخرون لها" (إر12:11), لذلك يؤكد الله لإرميا النبى أنه لن يقبل لا صلوات الأحياء و لا شفاعة المنتقلين فى هذا الشعب الرافض للتوبة ويقول له "و إن وقف موسى و صموئيل أمامى لا تكون نفسى نحو هذا الشعب" (أر1:15), لهذا يقول القديس يوحنا ذهبى الفم: [إن صلوات القديسين لها قدرة عظيمة حقاً و لكن بشرط توبتنا و انصلاحنا]. ولأن اصحاب ايوب يعلمون هذه الحقيقة عير أليفاز التيمانى الرجل البار أيوب بأنه غير مستحق لشفاعة القديسين و قال له إن الله بسبب خطاياه لن يستجيب لطلبات القديسين عنه "أدع الآن. فهل لك من مجيب. و إلى أى القديسين تلتفت" (اى1:5) معنى هذا انه يقر مبدأ الشفاعة لكنه يتهم ايوب ظلماً بانه بسبب خطاياه مرفوض من الله ومن القديسين ايضاً.
ونحن حينما نمجد العذراء او اى قديس لا نهين مجد الله بل نسير على خطاه فيما ابتدأ هو بعمله فالقديس بولس يقول "الذين سبق فعينهم... فهؤلاء مجدهم ايضا"(رو30:8) وهنا القديس بولس لم يخنه التعبير(فى كلمة مجدهم) لان الفارق كبير و لا يقاس بين مجد الله ومجد القديس المستمد من مجد الله , صحيح ان لفظ التمحيد واحد لكن المضمون يختلف مثل ما يقول الله فى موضع عن نفسه "انا هو نور العالم"(يو12:8) ومرة اخرى يقول "انتم نور العالم"(مت14:5) فهل فى هذه الايات شرك بالله ؟! حاشا , لفظ النور واحد ولكن شتان بين نور الله اصل كل نور ونور اولاده المستمد اساسا من نور الله هكذا ايضا مجد الله غير المقترب منه ومجد القديسيين المستمد أصلاً من الله , فليست العبرة باللفظ بقدر المقصود به. وعلى هذا المفهوم لايمكن ان تحسب تماجيد العذراء او اى قديس عبادة للبشر بل صورة من صور تمجيد اسم الله فكل تمجيد لقديس هو فى الاصل تسبيح لله اصل وسرقداسة اى انسان "سبحوا الله فى جميع قديسيه" (مز1:150الترجمة السبعينية)
ولكن هل فيما سبق شرحه فى المقال السابق عن وحدة جسد المسيح اى الكنيسة العابرة و المتغربة مع رأسها الرب يسوع , و عن تواصل المنتقلين و اطلاعهم على احوالنا , و عن حياتهم التى لا يهزمها موت , "انا إله ابراهيم وإله اسحق. ليس الله إله أموات بل إله أحياء" (مت32:22) هل يوجد تعارض بين هذه المفاهيم و قول ايوب الصديق: "السحاب يضمحل و يزول هكذا الذى ينزل الى الهاوية لا يصعد" (أى9:7) و لأول وهلة يبدو للقارىء أن من ماتوا قد تلاشت حياتهم كالسحاب, لا احساس و لا صلاة و لا شفاعة و لكن ان سلمنا بهذا التفسير فهذا يعنى التعارض مع قول الله بأنه اله ابراهيم المنتقل من قرون و يقر بأنه حى "إله أحياء" و حاشا لله أن يكون فى كلامه اختلاف لكن ما يقصده أيوب من أن الذى ينزل إلى الهاوية لا يصعد و يضمحل كالسحاب , هو الجسد الذى يفنى و يعود إلى التراب لاننا نؤمن أن أرواح القديسين أصعدها المسيح بفدائه من الهاوية بمن فيهم أيوب الصديق نفسه كاتب هذه الكلمات كما يقول القديس بطرس "فإن المسيح ايضاً تألم مرة واحدة لأجل الخطايا .. الذى ذهب فكرز للارواح التى فى السجن"(1بط19:3) .
بدليل أن أيوب يكمل كلامه و يقول "لا يرجع بعد إلى بيته و لا يعرفه مكانه بعد" اذن كلمة نزول الى الهاوية هى مجرد كناية عن عملية الموت بشقيها اى نزول الروح الى الهاوية وفناء الجسد الترابى.
و بنفس المفهوم نستوعب كلمات ايوب "الحجارة تبليها المياه و تجرف سيوله تراب الأرض و كذلك انت تبيد رجاء الإنسان(يعنى رجاء الانسان فى الارض) تتجبر عليه أبداً فيذهب" (أى 14-20:19)
و بالمثل فى مزمور 30 اية 9 فهم البعض كلام المرنم "ما الفائدة من دمى إذا نزلت إلى الحفرة هل يحمدك التراب هل يخبر بحقك"خطأ مع أن المرنم هنا لا يقصد أن حمد الله بتسبيحه ينقطع بعد خروج الأنسان من الجسد و لكن الذى يبطل و ينتهى هو حمد الله من خلال عمل الخير الذى يقوم به الانسان و هو بعد فى الجسد أما الروح فعملها من تسبيح او صلاة من اجل الأرضيين فهذه لا يمكن أن تنقطع, لانه إذا كنا و نحن فى الجسد يعلمنا القديس بولس قائلاً "أصلى بالروح و أصلى بالذهن أيضاً أرتل بالروح و أرتل بالذهن أيضاً" (1كو15:14) فلا يصح القول أنه بعد أنطلاق الروح تفتر صلاتها .

شفاعتك يا امى الحنون العذراء مريم تكن معنا امين.
رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
كن أبي الحنون
ربي الحنون ...
ربي الحنون
بعض الجنون
عنى قضى ربى الحنون


الساعة الآن 03:49 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025