منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 02 - 06 - 2014, 01:43 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,317,287

الثالـــــــوث الأقـــــــــــــدس

الثالـــــــوث الأقـــــــــــــدس
قــدمــــة

إن ما يميز الديانة المسيحية عن باقي الديانات هي عقيدتها في سر الثالوث الأقدس. فمنذ نشأة الكنيسة وهي تدافع عن إيمانها لهذا السر العظيم الذي أظهره لنا السيد المسيح جلياً في حياته وأعماله وأقواله والذي كان غامضاً في العهد القديم. وجاء هذا الإيمان أيضا في ضوء قيامة السيد المسيح من بين الأموات. كان هذا السر معضلة للكنيسة الأولى أمام الهرطقات والبدع التي ظهرت في القرون الأولى والتي اتهمت المسيحية بعبادة ثلاثة آلهة، أو أن الله الآب والابن والروح القدس متميزين ولا يتمتعون بصفات إلهية أو ما شابه. إلاّ أن أول معضلة تواجهها المسيحيّة هي قصة وحدانية الله، أي أن الله واحد ولا يوجد آلهة غيره. أي أن اعتبار السيد المسيح إله والروح القدس إله إنما هو إشراك في الآلهة، بكلمات أخرى أن الله له شركاء آخرون في الألوهية. طبعاً الكنيسة تؤمن بإله واحد وليس بآلهة متعددة.
هذا ما سيكون موضوع بحثنا في الفصل الأول من هذا القسم والذي يتحدث عن الثالوث الأقدس. ثم سنعطي البراهين عن هذه الوحدانية من خلال الرجوع إلى المصادر الكتابية، الكتاب المقدس في عهديه القديم والجديد. بعد ذلك سننتقل في الفصل الثاني للتحدث عن الوحدانية والثالوث وكيف كشف لنا الله ذاته وكيف كشف لنا السيد المسيح عن حقيقة الثالوث وأيضا كشف الروح للثالوث. وفي الفصل الثالث سيكون موضوعنا ‘ن الكنيسة التي أسسها السيد المسيح وأرسلها لتنشر الملكوت (متى 28: 19) ويكون واضحا من خلال سفر أعمال الرسل وخاصة رسائل القديس بولس وعرضه للثالوث ثم نأتي لإيمان الكنيسة بهذا السر العظيم وكيف دافعت عنه من خلال المجامع المسكونية ثم سنرى كيفية تعامل كنيسة اليوم مع الثالوث من خلال الليتورجيا وعلاقة الإنسان بالثالوث وشرح بسيط عن مصطلح أقنوم.
بعدها سينقلنا الفصل الرابع للحديث عن الثالوث من الناحية الرعوية والمسكونية. أي ماذا تقول الكنائس الأخرى والديانات الأخرى عن الثالوث الأقدس. وفي فصلنا الأخير سنرى الثالوث في حياتنا الروحية من خلال ربطه بالأسرار التي نعيشها كل يوم.
رد مع اقتباس
قديم 02 - 06 - 2014, 01:43 PM   رقم المشاركة : ( 2 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,317,287

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: الثالـــــــوث الأقـــــــــــــدس

الفصل الأول
وحدانية الله والثالوث الأقدس
تمهيد
لقد واجهت مسألة وحدانية الله الصعاب الكثيرة في تاريخ الخلاص. ففي العهد القديم عاش شعب الله الصعاب الكثيرة للدفاع عن شيء يؤمن به ألا وهو معضلة "الإله الواحد". وأيضا المسيحية منذ نشأتها عانت وتعاني حتى الآن هذه المسألة. "فالمسيحية تعترف بوحدانية الله قبل أن تعترف بمذهب التثليث. فمذهب الوحدانية جاء أوّلاً وسبق كل اعتراف بالثالوث. فيقول البعض أننا نعبد ثلاثة آلهة، أي أننا مشركون. ولكن، في ضوء الكتاب المقدس هنالك نصوص واضحة صريحة تتحدث عن وحدانية الله في المسيحية وعن التأكيد أن عبارة "لا إله إلا الله" عبارة مسيحية. أي أنه توجد نصوص في العهد القديم والعهد الجديد وفي تاريخ الكنيسة كلّها تتحدث عن وحدانية الله. وهنالك أيضا العقل لإثبات هذه الوحدانية والفلسفة أيضا.
  رد مع اقتباس
قديم 02 - 06 - 2014, 01:43 PM   رقم المشاركة : ( 3 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,317,287

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: الثالـــــــوث الأقـــــــــــــدس

الوحدانية في الكتاب المقدس

العهد القديم

سيتم في هذا القسم عرض المصادر الكتابية في العهد القديم والتي تتحدث عن وحدانية الله. فتعليم وحدانية الله وامتياز الأقانيم لم ترد في الكتاب المقدس جملة وتفصيلا بالتصريح الواحد، بل جاءت في آيات متفرقة.
سفر تثنية الاشتراع:
فاعلم اليوم وردد في قلبك أن الرب هو الإله في السماء من فوق وفي الأرض من تحت وأن ليس سواه ) (4: 39)
أنظروا الآن، أني أنا هو ولا إله معي … (32: 39)
أشعيا النبي:
هكذا قال الرب ملك إسرائيل وفاديه ربّ القوات: أنا الأول وأنا الآخر ولا إله غيري. (44: 6)
أنا الرب وليس من رب آخر ليس من دوني إله. (45: 5)
لكي يعلموا من مشرق الشمس ومن مغربها أنه ليس غيري أنا الرب وليس من رب آخر. (45: 6)
أخبروا وقدموا براهينكم وليتشاورا معاً. من الذي أسمَعَ بهذه مِنَ القديم وأخبر بها من ذلك الزمان؟ ألست أنا الرب؟ فإنه ليس من رب آخر، لا إله غيري إله بار مخلِّصً، ليس سواي (45: 21)
أُذكروا الأوائل منذ الأزل فإني أنا الله وليس من إله آخر أنا الله وليس من إله مثلي. (46: 9)
نحميا:
أنت يا رب وحدك صنعت السًّموات وسماء السَّموات وكلَّ قواتها والأرض وما كل ما عليها … . (9: 6)


ملاخي

أليس لجميعنا أب واحد؟ أليس إله واحد خلقنا؟ (2: 10)
وهنالك نصوص أخرى كثيرة في العهد القديم تؤكد فكرة الوحدانية.
  رد مع اقتباس
قديم 02 - 06 - 2014, 01:44 PM   رقم المشاركة : ( 4 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,317,287

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: الثالـــــــوث الأقـــــــــــــدس

العهد الجديد

مرقس:
وبينما هو خارج الى الطريق، أسرع إليه رجل فجثا له وسأله: "أيها المعلم الصالح، ماذا أعمل لأرث الحياة الأبدية؟" فقال له يسوع: "لِمَ تدعوني صالحاً؟ لا صالح إلاَّ الله وحده. (10: 17-18)
فأجاب يسوع: "الوصية الأولى هي: إسمع يا إسرائيل12: إنّ الرب إلهنا هو الربّ الأحد. (12: 29)
رومية
أوَ يَكون الله إله اليهود وحدهم؟ أما هو إله الوثنيين أيضاً؟ بلى، هو إله الوثنيين أيضا، لأن الله أحد، بالإيمان يُبرِّر المختون وبالإيمان يُبرِّر الأقلف (3: 29- 30)
طيموتاوس
لِملِك الدهور، الإله الواحد الخالد الذي لا يُرى، الإكرام والمجد ابد الدهور. آمين (1: 17)
لأن الله واحد، الوسيط بين الله والناس واحد … (2: 5)
قورنتس الاولى
وأمّا الأكل من لحم ما ذبح للأوثان فنحن نعلم أن لا وثن في العالم، وان لا إله إلاّ الله الأحد. (8: 4)
وأمّا عندنا نحن، فليس إلاّ إله واحد وهو الآب (8: 6)
وإنّ الأعمال على أنواع وأما الله الذي يعمل كلّ شيء في جميع الناس فهو هو. (12: 6)
غلاطية

ولا وسيط لواحد، والله واحد. ( 3: 20)
  رد مع اقتباس
قديم 02 - 06 - 2014, 01:44 PM   رقم المشاركة : ( 5 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,317,287

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: الثالـــــــوث الأقـــــــــــــدس

تاريخ الكنيسة

كافحت الكنيسة بقوة وحزم البدع والأقاويل التي تتهمها بالإشراك وبكل أنواع الوثنية. وما زالت حتى أيامنا هذه تحارب البدع والشيع وكل أنواع الوثنية لتعلن الى الملأ أن "لا إله إلاّ الله". فمن البدع المشهورة التي حاربتها الكنيسة نجد بدعة "ماني" التي تعتمد على الفلسفة المازدية بإيران، وهي تعلن أنّ هناك إلهين: إله الخير وإله الشر، وكلاهما في صراع مستمر طوال التاريخ. فحاربت الكنيسة هذه البدعة وأكّدت على وحدانيّة الله. سنرى في الفصل الثالث كيف أن الكنيسة دافعت عن الوحدانية والثالوث من خلال آباء الكنيسة والمجامع المسكونية التي عقدتها ضد الهراطقة والبدع التي ظهرت في القرون الأولى من المسيحية.
  رد مع اقتباس
قديم 02 - 06 - 2014, 01:44 PM   رقم المشاركة : ( 6 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,317,287

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: الثالـــــــوث الأقـــــــــــــدس

الأدلة الأخرى على الوحدانية

الأدلة العقلية

إذا ما نظرنا حولنا نجد أن هنالك تبدّل قد حصل في العالم. كائنات تولد وكائنات تزول ويحلّ محلها كائنات أخرى. أو يحصل هنالك تبدل فيها. إلا أن الخالق الذي أوجد هذه الكائنات فلا يتبدل بل ابدي لا يزول. إذا قلنا أن هنالك إلهين كما في بدعة "ماني" فسيقع هنالك فوضى وخصام، لأن كل واحد يريد أن يفرض أمره وبالتالي تحصل فوضى. وأن كل واحد يريد أن يخلق العالم على هواه ويريد أن يفرض سلطته، حتى وإن اتفقا على تقاسم السلطة فيعني انه لا توجد حرية العمل على عكس الله الواحد الأحد الذي من متطلباته الاستقلالية في العمل وأخذ القرار. فمن مستلزمات العمل الحياة والعمل والاختلاف يعني عدم الانسجام بين هاذين الأمرين. وشيء آخر، وهو إذا فرضنا وجود آلهة غير الواحد أحد فيعني أن لكل واحد منهم مكان، حيّز يريد أن يشغله. ونحن نعرف أن الله موجود في كل مكان وليس في مكان واحد، فلا يمكن أن يكون هنالك آلهة أخرى، بل إله واحد.
الأدلة الطبيعية

لننظر الى الطبيعة نفسها ونحللها جيداً. فالعلماء يقولون عن هذه النبتة أنها مفيدة لشفاء مرض معين أو لإضفاء جمال للسيدة. ولكن أليست كل هذه النباتات تشترك في أجزاء رئيسية خاصة بها، كالساق والأوراق والجذور. لننظر إلى الإنسان أيضا، فهو مكون من أعضاء تشابه الأعضاء لإنسان يعيش في أفريقيا الجنوبية أو في الصين، أي أن كل جنس يختلف عن الآخر بالمظهر الخارجي ويشابهه في التكوين الجسمي. وإذا نظرنا الى المادة نفسها نرى أنها تشترك في التركيب العام لذراتها، فجميع الذرات (كما يقول العلماء) تشبه المجموعة الشمسية التي نعيش في مجرتها. و هناك أشياء أخرى تطلعنا على اوجه الاختلاف بين المخلوقات والتشابه بين نفس الكائنات لتدلنا على أن هنالك خالق واحد لها، يسيّرها وينظمها في الكون، وهو الإله الواحد، الله.
  رد مع اقتباس
قديم 02 - 06 - 2014, 01:44 PM   رقم المشاركة : ( 7 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,317,287

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: الثالـــــــوث الأقـــــــــــــدس

شهادة الفلاسفة

شهد الفلاسفة بوحدانية الله وعدم وجود شريك له. من هؤلاء الفلاسفة:
فلاسفة اليونان

أكسينوفان: قال: "لا يوجد إلا إله واحد" وقال أيضا: "لو كان لله شريك لما استطاع أن يفعل كل ما يريد".
مليسوس: قال:"اللامتناهي واحد فقط، إذ يمتنع أن يكون هناك شيء خارج اللامتناهي".
أفلاطون: قال: "الله واحد لا شريك له، وإلا لَحدَّ الشريك من سلطته، التي لا يثبت له الكمال إلا إذا كانت لا حد لها".
أرسطو: قال: "مما يدل على وحدانية الله، انتظام العالم وتناسق حركاته".
فلاسفة اليهود
موسى بن ميمون: قال:"الله واجب الوجود بالبرهان، وهو واحد لا شريك له".
فيلون: قال: "الله واحد لا شريك له".
فلاسفة المسيحية
فكتور كوزان: قال: "لما كان الله غير متناه، كان هو الموجود الأوحد".
توما الأكويني: قال: "لو كان هناك إلهان لوجب أن يتمايزا فيما بينهما، فيصدق على الواحد شيء لا يصدق على الآخر، وكان أحدهما تبعا لذلك عادماً كمالاً، فلا يكون إلهاً".
ترتليان: قال: "إذا لم يكن الله واحداً لا يكون هو الله، لأن الله لا يكون إلاّ فريداً في العظمة. ولا يكون فريداً في العظمة إلا من لا مساوٍ له، ومن لا مساوٍ له لا يكون إلا واحدا منفرداً".
فلاسفة المسلمين
الفارابي: قال: "الله واحد واجب الوجود (أي ليس معلولا بعلة).
ابن سينا: قال: "للكون إله واحد هو على كل شيء من عداه وما عداه من موجودات علوية وسفلية".
ابن مسكوية: قال: "الصانع واحد واجب الوجود".
لا يسعنا إلاّ أن نقول أن "لا إله إلا الله".
  رد مع اقتباس
قديم 02 - 06 - 2014, 01:45 PM   رقم المشاركة : ( 8 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,317,287

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: الثالـــــــوث الأقـــــــــــــدس

الفصل الثاني
وحدانية الله والثالوث الأقدس في الكتاب المقدس


تمهيد

منذ بداية الأزمنة والإنسان المؤمن يرغب بشتى الوسائل التعرف إلى الله. فهذا التعرف نابع من محبته لله الخالق وهو يريد أن يتعرف عليه ليحبه أكثر. فخطيئة آدم وحواء هي أنهم أرادوا أن ينتقلوا من مرحلة المعرفة /المحبة إلى المساواة بالله. ومنذ ذلك الوقت حاول الإنسان أن يتقرب من الله بواسطة الصلاة كي ينال حظوة عنده ويعرفه عن قرب إلا أن العقل البشري مهما تعمق في دراسته العلمية لن يستطيع أن يكون قريبا جدا من الله. لكن محبة الله أعظم من البشر فقد أوحى هو بذاته للبشر في العهد القديم بمظاهر مختلفة وفي العهد الجديد بواسطة ابنه الوحيد وبواسطة الروح القدس أيضا. ويستمر وحي الله لذاته في مسيرة الكنيسة حتى اليوم.
إن موضوع الثالوث يلازم الوحدانية ويسير معها جنباً الى جنب، لأن الوحدانية في الثالوث والثالوث في الوحدانية. لتفسير هذه العبارة نستطيع أن نرجع إلى المرجع الأصلي لإثباتاتنا ألا وهو الكتاب المقدس. ونجد في الكتاب المقدس نصوصا عديدة تحدثنا عن هذا السر العظيم الذي أشغل بال العديد من الفلاسفة والمتعلمين ولاهوتيي الكنيسة الأوائل، منهم القديس أغسطينس الذي حاول سبر غور هذا السر. لنعُدْ الى موضوعنا لنرى تلميحات للسر المقدس في الكتاب المقدس. فقد أوضح تدريجيا هذ السر من خلال حياة الله مع الانسان، الحياة الداخلية والخارجية أيضا. أي تدرج في معرفة الله في العهد القديم في بداياته ثم للتعريف الواضح به في العهد الجديد من خلال شخصية السيد المسيح. و كيف أوحى الله ذاته - الثالوث في العهد القديم؟ لكننا سنراه جلياً في العهد الجديد من
  رد مع اقتباس
قديم 02 - 06 - 2014, 01:45 PM   رقم المشاركة : ( 9 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,317,287

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: الثالـــــــوث الأقـــــــــــــدس

العهد القديم يكشف سر الثالوث بطريقة غير مباشرة

لا يظهر الثالوث جليا في العهد القديم، ولكن نستطيع أن نبين صفاته على لسان الأنبياء، كموسى وأشعيا وغيره. والصفة الثالوثية في العهد القديم لا تعني وجود ثلاثة آلهة وإنما إله واحد في ثلاثة أقانيم وهنالك نصوص في الكتاب المقدس، في العهد القديم خاصة، تبين وحدانية الله بصيغة الجمع مثل:
"قال الله: لنصنع الإنسان على صورتنا كمثالنا (تكوين 1: 26). وأيضا: "هوذا الإنسان قد صار كواحد منّا (تكوين 3: 22). " هلم ننزل ونبلبل هناك لسانهم" (تكوين 11: 7) وفي تثنية الاشتراع نرى تلميحا للأقانيم الثلاثة في ذات الله:
"اسمع يا إسرائيل: "إن الرب إلهنا هو رب واحد. فأحبب الرب إلهك بكل قلبك وكل نفسك وكل قوتك. (تثنية 6: 4).
وفي سفر أشعيا نجد صيغة الجمع لتدل على المفرد:
"من أرسل، ومن يطلق لنا؟" (أش 6: 8)
وهنالك بالإضافة إلى صفة الوحدانية نستطيع أن نبين صفات الثالوث من خلال التعرف على صفات الأقانيم في العهد القديم. فالله، كالأب الحنون. "نجد في العهد القديم تأكيدات حول أبوة الله بالمعنى المجازي لا بالمعنى الحقيقي. فالله هو "كالأب" للشعب العبراني ولجميع الشعوب. على سبيل المثال يورد النبي هوشع هذه الكلمات على لسان الله:
"وأنا درّجت أفرائيم وحملتهم على ذراعي لكنهم لم يعلموا أني اهتممت بهم. بحبال البشر، بروابط الحب اجتذبتهم، وكنت لهم كمن يرفع الرضيع إلى وجنتيه وانحنيت عليه وأطعمته" (هوشع 11: 3-4)
وفي أشعيا أيضا نجد تسمية الله بالآب:
"يا رب، أنت أبونا. نحن الطين وأنت جابلنا، ونحن جميعا عمل يديك" (أش 64: 8)
.
العهد القديم هو جزء لا يتجزأ من تاريخ الخلاص والذي فيه أوحي بالثالوث الأقدس والذي بلغ كماله في شخص يسوع المسيح. إن عقيدة الثالوث الأقدس ليست حصيلة تفكير بشري نظري عن الله، ولا نتيجة تطور ديني بدأ في ديانات الشرق القديم، بل هي تعبير لاهوتي لسر الله الذي ظهر لنا ظهورا خلاصياً في شخص يسوع المسيح
  رد مع اقتباس
قديم 02 - 06 - 2014, 01:45 PM   رقم المشاركة : ( 10 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,317,287

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: الثالـــــــوث الأقـــــــــــــدس

السيد المسيح يكشف لنا حقيقة الله الثالوث

"ولما جاء المسيح فقد جاء باسم الله حاملا إلينا خلاصه ومن ثم أرسل إلينا روح الله، مقدس النفوس. "إن كل تاريخ الخلاص هو تاريخ وحي الله الحق والواحد: آب وابن وروح قدس، والذي يصالح ويوحد معه جميع الذين فرقتهم الخطيئة". كان للسيد المسيح الشأن الكبير ليوحي الثالوث الأقدس ويستمر من خلال روح القدس. فكيف كشف لنا السيد المسيح هذا السر؟
كما تحدثنا سابقا عن صفة الله الأبوية، سنبين هنا صفة المسيح الابن. فقد ورد اسم ابن الله أربعين مرة عدا اتصاله بالضمير مثل "ابنه" و"ابني". فيظهر القديس يوحنا الإنجيلي هذا اللقب واضحا (يو 5: 18). وابن الله هو الابن الوحيد الذي هو في حضرة الآب (يو 1: 18). وهذه الصفة نراها بشكل واضح وعلني في بشارة الملاك لمريم العذراء:
" … فستحملين وتلدين ابنا فسَمِّيه يسوع. وسيكون عظيما وابن العلي يدعى … " (لو 1: 31، 32).
وهنالك علاقة ما بين الآب والابن كما نراه في متى (11: 27):
"قد سلمني أبي كل شيء. فما من أحد يعرف الابن إلا الآب، ولا من أحد يعرف الآب إلاّ الابن ومن شاء الابن أن يكشفه له".
وفي العشاء الأخير يتحدث السيد المسيح بحرارة وبتميّز عن أقانيم الثالوث. فهو، الابن، قد أرسله الله، الآب، والآب
"سيعطيكم مؤيدا آخر، ليقيم معكم الى الأبد، روح الحق"(يو 14: 16-17).
والرسالة الإلهية للسيد المسيح ستتم بالهبة الإلهية للروح القدس:
"المعزي الذي سيرسله ألاب باسمي فهو يعلمكم كلّ شيء ويذكركم كل ما قلته لكم".(يو 14: 16، 26).
لكننا لن ننسى عماد السيد المسيح إذ انفتحت السموات وانكشف السر:
"وولوقت، إذ صعد من الماء، رأى السموات قد انفتحت والروح القدس مثل حمامة قد نزل واستقر عليه. وكان صوت من السماء قائلا: "أنت ابني الحبيب بك سررت" (مر 1: 10).
فالصوت القائل أنت ابني الحبيب لا يمكن إلا أن يكون صوت الآب.
فإذا ما تعمّقنا في فهم شخصية السيد المسيح وكشف رسالته فإنه يكشف لنا سر الثالوث الأقدس. وكشفه لهذا السر جاء تدريجيا حتى لا يشكك من يستمع إليه. فبدأ بشارته بالتحدث عن الله الآب، ثم انتقل إلى الكلام عن الله الابن، الذي أرسله الآب إلى العالم ليخلصه وهو لا يزال يحيا بالآب وأخيرا ختم تعليمه بالكلام على الروح القدس ورسالته.
إذا فإن سر الثلوث الأقدس أو الثلاثية الإلهية هو الكشف الكيسر أو الكشف الأعظم الذي كشفه يسوع. عُرف الله في العهد القديم أكثر ما عُرف به، بوجه أول، هووجه القوة في الخلق والابداع وعُرف الله في العهد الجديد بوجه جديد هو وجه الأبوة والحنان الذي ظهر بتجسد كلمة الله، رأفة بالبشر وعطفاً عليهم.
"فما من أحد يعرف الابن إلا الآب ولا من أحد يعرف الآب إلا الابن ومن شاء الابن أن يكشفه له. (متى 11: 27) فشكر للابن على ما كشف.
أما انبثاق الروح القدس من الاب والابن فيظهر في الوضع الترتيبي الكتابي لذكر الثلاثة بموجب
"وعمدوهم باسنم الآب والابن والروح القدس". (متى 28: 19). سنتحدث عنها في مكان آخر.
  رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع


الساعة الآن 03:39 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025