سؤال : سألني صديق غير مسيحي عن  الصوم  فقال أنا أعرف أنكم تصومون عن أي شيء فيه روح ، فلماذا تأكلون  السمك  فى  الصوم  الصغير و لا تأكلونه فى  الصوم  الكبير ؟ و معنى هذا انه يوجد فرق في  الصوم  فهل طريقة  الصوم  هذه مذكورة فى الكتاب المقدس ؟
 الجواب ( بقلم نيافة الانبا غريغوريوس ) 
 التعبير الاصح والادق أننا نصوم صوماً إنقطاعياً إلى ساعة معينة ، إلى التاسعة من النهار ،وفي الاصوام التي فى المرتبة الاولى و منها  الصوم  الكبير و ما في حكم  الصوم  الكبير ، إلى الغروب ، وهذا  الصوم  نتناول فيه مأكولات نباتية ، نحن نأكل مأكولات نباتية بعد فترة الانقطاع من الطعام ، وهذه هي حياة الانسان الاول لان الانسان اصله نباتي ، القاعدة الحقيقية ان الانسان اصله نباتي ، لذلك عندما خُلق الانسان اُعطى أن يأكل من النباتات . ولم يُسمح له بأكل اللحوم ابدا إلا بعد الطوفان ، وهذا معناه أن الانسان ظل نباتياً بضعة الاف من السنين ، من آدم الى نوح ، وقُدرت هذه المدة بنحو 2256 سنة ، على اى الاحوال الفترة من آدم الى نوح كان الانسان فيها نباتياً ، ولذلك كان على الرغم من حكم الموت ، الا ان الانسان كانت صحته احسن كثيراً مما صارت إليه بعد ذلك ، و لهذا بدأ سن الانسان يهبط ابتداء من سام وهو ابن نوح مباشرة .
 أما موضوع  السمك  ، فالواقع انه غير منطقي ، لقد سُمح به تجاوزاً فى الاصوام التي فى المرتبة الثانية ، للتخفيف ، إنما الوضع الاصيل هو الانقطاع عن الطعام ثم نأكل مأكولات نباتية ، وهذا الوضع الاصيل متبع فى  الصوم  الكبير ، والاصوام التى في مرتبة  الصوم  الكبير ، مثل الاربعاء و الجمعة و اسبوع الالام و البرمون و صوم يونان ، أي الاصوام التي فى المرتبة الاولى نسير فيها على القاعدة الاصلية ، انما الاصوام الثانية التى تعتبر فى المرتبة الثانية ، مثل صوم الميلاد وصوم الرُسل وصوم العذراء ، لكن من الناحية الكنسية العامة فى الاصوام التى فى المرتبة الثانية ، يُسمح فيها على سبيل التخفيف أن يؤكل فيها سمك، لكن القاعدة ان ناكل نباتات ، انما سُمح بأكل  السمك  ( فيما عدا الاربعاء و الجمعة ) ، لان الاربعاء و الجمعة هما من اسبوع الالام ، لان الجمعة يوم الصلب ويوم الاربعاء هو يوم المشورة ،لان  السمك  يُعد فى مرتبة متوسطة بين النبات و بين اللحوم الاخرى فى القوة ، وفى الإثارة لشهوات الانسان ، وطبعاً هنا نتكلم عن سمك الانهار أو سمك النيل و ليس سمك القرش أوالحيتان الكبيرة فى البحر الابيض المتوسط ، فسمك الانهار و سمك النيل يُسمى علمياً من ذوات الدم البارد ، و طبعاً نفس كلمة ذوات الدم البارد تُعطى فكرة عن السبب لماذا أن هذا  السمك  يُسمح به على سبيل التخفيف لانه لا يرقى الى مرتبة اللحوم فى الاثارة ، لانه من جهة يعيش فى الماء و طريقة التوالد بالنسبة للسمك النيلى او سمك الانهار تختلف عن سائر الحيوانات الاخرى ، فالانثى تفرز من فمها البيض فيما يعرف بالعش ، و بعد عملية الفرز للبيض من فمها على العش يأتى ذكر  السمك  ، و يمر على البيض و يفرز المادة الذكرية التى بها تتلقح البويضات ، فالسمك النيلى يعد فى مرتبة متوسطة من جهة الاثارة او درجة الاثارة ، و مع ذلك ففيه نوع من التقوية ، لهذا سُمح بأكل  السمك  للمرضى . فمثلا يرد فى كتاب الدسقولية ( وهو تعاليم الرُسل ) يقول ان الاسقف فى السنة الاولى لرسامته يصوم السنة كلها ، و لكن إذا ضعف من كثرة  الصوم  فلئلا تفقد الكنيسة حيويته وقوته اللازمة للرعاية ، فيسمح له باكل  السمك  ليتقوى ، مثل المرضى ، هذا هو اساس السماح بأكل  السمك  ، ومن هنا المسالة تطورت و أصبح يُسمح بأكل  السمك  ، لان  السمك  فيه البروتين ، ويعد من أحسن الاطعمة التى فيها بروتين ، و أيضاً فيه مادة فسفورية مقوية للاعصاب ، ومقوية للمخ .
 على اى الاحوال  السمك  فيه بروتين و فيه أيضاُ ما يغذى الجهاز العصبى و المخ لان فيه مادة فسفورية . وفى نفس الوقت ليس فيه الاثارة التى تسببها اللحوم