وقائع استشهاد البابا كيرلس الرابع

[Mary Naeem]

تذكار البابا كيرلس الرابع ابو الاصلاح القبطي.
(1)
وقائع استشهاد البابا كيرلس الرابع


كان البابا كيرلس الرابع قويا في الحق ولم يتنازل عن الطريق الذي مضي فيه من أجل نهضة الكنيسة القبطية التى جلس على كرسيها قبل ان يبلغ أربعين عاما وكان شهوة قلبه وحدة الكنائس الأرثوذكسية في مصر وكان واقفا بكل قوة في وجه انتشار المذاهب الغربية في مصر رغم أنها كانت تلقى دعم الخديو سعيد وقتها ... وكان البابا مرتبط بصداقة... قوية ببطرك الروم الأرثوذكس بمصر وهى الصداقة التى كانت تمهد لوحدة ما بين الكنائس الارثوذكسية المصرية وهو الشئ الذي لم يعجب قناصل فرنسا وإنجلترا في مصر خصوصا مسيو سباتييه قنصل فرنسا الذي كان قد طلب من البابا كيرلس الرابع ان يسمح بدخول الرهبان الكاثوليك إثيوبيا والبابا رفض بعد هذا الرفض عرض المسيو مقايضة ان يتوسط بين البابا والخديو لينال الاقباط حقوق مغتصبة مقابل دخول الكاثوليك إثيوبيا ولكن البابا شكر له مساعيه .. فى تلك الأوقات ذهب البابا إلى دير انبا أنطونيوس ومعه بطريركى الروم والأرمن بمصر وجاءت الفرصة لصانعي الفتن ان ينقلوا للخديوي صورة مغلوطة عما يحدث وقالوا له ان البابا القبطى يسعى لوحدة كنائس مصر ووضعها تحت حماية روسيا وذلك سيقلص من نفوذ القصر وكان صدر الخديو غير صاف من ناحية البابا الذي طالما طالبه بحقوق الاقباط وارسل الخديو في طلب البابا وهو فى قرية بوش قبل ان يصل البرية الشرقية فرد البابا انه ذاهب للعبادة وتعمير الدير وعندما يصل مصر المحروسة سيقابل الخديو وبعد ستة شهور عاد قداسته إلى مقره بكلوت بيك وألح الخديو في مقابلة البابا الذي كان قد أصيب بحمى ورغم ذلك ذهب إلى القصر وهناك شعر ان مؤامرة ما يتم تدبيرها لاغتياله بالسم فامتنع عن شرب القهوة التى شربها كاهن كان معه ولقى حتفه بعد ساعات وجيزة ..وبعدها ارسل الخديو طبيبا فرنسيا للكشف على البابا ورفض البابا إحضار العلاج الموصوف لشكه في الموقف ولكن كان الخديو قد ضاق ذرعا بإصلاحات البابا وصمم على التخلص منه فارسل له بعض المقربين يقنعوه بأهمية تناول دواء الطبيب الفرنسي وتناوله مرغما وبعدها انحل جسده ويقال ان شعر لحيته وقع على فراشه وانتقل في نفس اليوم شهيدا وشاهدا مدافعا عن الحق مقدما حياته على مذبح الخدمة والرعاية مضحيا بها في سبيل رفعة كنيسته ونهضة القبط وتقدم مصر وبعد ان أدى خدمات جليلة في سنوات قليلة .. سبع سنوات وثمانية أشهر ولكنها فى عمر الإصلاح تساوى عشرات السنوات نفعنا الله بصلوات أبونا البطرك الشهيد كيرلس الرابع

[Mary Naeem]

تذكار البابا كيرلس الرابع ابو الاصلاح
(2)
اول مدرسة للبنات في مصر

من الاخطاء الشائعة ان اول مدرسة للبنات في مصر الحديثة هي المدرسة التي اسسها اسماعيل باشا عام 1873 تحت اسم المدرسة السيوفية والتي اصبحت فيما بعد المدرسة السنية الشهيرة .. ل...كن الثابت تاريخيا ان اول مدارس للبنات في مصر هي تلك التي اسسها البابا كيرلس الرابع البطريرك ال 110 والشهير بابي الاصلاح .. والذي جلس علي كرسي مارمرقس من 1854 الي 1861 وفي فترة حبريته القصيرة اسس مدرستين للبنات
مدرسة البنات القبطية بالازبكية كلوت بك بجوار المرقسية
مدرسة البنات بحي السقايين
وبذلك يكون البابا كيرلس الرابع اول من اسس مدرسة لتعليم البنات لادراكه ان البنت هي الام مستقبلا والتي تعليمها سوف يساهم في رفع مستوي الاسرة ويشجع اولادها علي التعليم .. وكانت البنت في عصره لا تتعلم سوي في البيت وخاصة بنات البيوت الكبيرة ويتعلمن مبادئ القراءة والكتابة واعمال المنزل فقط وكانت مدارس البابا كيرلس ثورة في مصر وبداية حقيقية لنهضة المرأة في مصر وكفاحها من اجل حرياتها

[Mary Naeem]

تذكار البابا كيرلس الرابع
(3)
ثورة العرفان

كان وقتها يتعلم أطفال الاقباط في كتاتيب معلميها يطلق عليهم العرفان وكان لهم سطوة المعلم وسلطة المربى ولما جاء البابا كيرلس الرابع وقرر ان التعليم مفتاح النهضة كان ذلك نذيرا بزوال دولة العرفان وع...ندها قامت الثورة وجال العرفان على بيوتات الاقباط الكبيرة وحذروا من مدارس البطرك وقالوا
كيف تلقوا اولادكوا إلى التهلكة وصاحبكم كيرلس قد عاهد الدولة على ان يجند لها أولادكم ألوفا لتدفعهم إلى حيث لا يعلم إلا الله !
وإذا جاءت كتب وملابس الطلبة إلى البطريركية قال العرفان إنما هى ملابس الجندية وأسلحة الجنود ونجح العرفان فى أول الأمر وذلك لخوف الناس من الجندية وعزف بعض الاقباط عن إرسال أولادهم إلى المدارس الحديثة ..
وعندما وصل للبابا المصلح الخبر استعمل حسن التدبير وجمع العرفان اليه وطيب خاطرهم و اسند اليهم التعليم الاولى أو الابتدائي ورتب لهم محلا بالمدرسة الكبري وخصص لهم مرتبات وقرر ان يمتحن اطفالهم كل ستة اشهر ومن نجح منهم انضم إلى مدرسة الاقباط الكبري وفى خلال شهور قليلة نجح البابا في ضم حوالى مئة طالب وتعلموا اللغات والعلوم والحساب !

القصة بالتفصيل رواها كشاهد عيان المؤرخ القبطى ميخائيل شاروبيم بك فى كتابه الكافي فى تاريخ مصر القديم والحديث ( جزء ٤) واللى كانت طبعته الاولى ١٨٩٨
كانت ايام