![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||
|
|||||||||
من هو صاحب الصوت ؟ كل شيء كان مظلماً حولي، كل شيء كان بلا ملامح... لم اكن استطيع الرؤية او الحراك.. وفي وسط هذا الظلام الداكن، كان هناك بقعة صغيرة من الضوء... بقعة تضيء فوق رأسي فقط.. رفعت رأسي اليها لأنظر مصدرها، او حتى لأعرف طبيعتها، ولكني لم استطع.. كان الضوء اشد من ان استطيع مواجهته.. كان كل ما حولي مجهول الهوية.. لم اعد اعرف ما الذي يجري امامي او خلفي.. وكنت افكر: لماذا الحراك من مكاني؟ اليس من السخرية ان اغادر في هذا الظلام تاركاً النور الذي يغمرني من رأسي الى قدميَّ؟ ومع الايام، ازداد تعلقي بهذا الضوء الغريب.. كيف لا اتعلق به وهو يبقيني في مأمن من هذا الظلام الذي يحيط بي من كل جانب؟ كيف استطيع تركه وانا اجهل الى اي جهة سأذهب؟ هل خطوتي التالية مضمونة ام لا؟ فلربما اسير الى اليمين فأسقط في بئر عميقة؟ او لليسار فأدوس في حقل من الشوك؟ ومع ازدياد تعلقي بنوري الخاص، ازداد خوفي اكثر مما يحيط بي.. فقد اعتدت ان استيقظ من نومي لأجد نفسي مميزاً، مختاراً، فريداً.. ماذا يوجد حولي؟ من المؤكد ان الوحوش تملأ المكان.. انا على يقين بوجود امراض و اخطار في ذلك العالم المجهول.. من المؤكد ايضاً ان جميع الناس الذين في ذاك العالم ينظرون الي الآن.. ربماً يتساءلون عن سبب انارتي انا فقط.. هذا شيء طبيعي، فالغيرة والحسد والحقد بالتأكيد تملأ ذاك المكان من كل جوانبه.. ولكن لا يهم.. فأنا مميز ولا يهمني شيء اعتدت الصمت وعدم طرح الاسئلة.. كنت اخاف ان اسأل عن اي شي، كي لا أجعل صاحب الضوء يغضب او يتضايق من شكوكي ومن تساؤلاتي.. ولكن في قرارة نفسي، كنت في حيرة من امر هذا الضوء.. لماذا انا؟ هذا هو السؤال الرئيسي.. وفي لحظة من الانفعال والفضول في ذات الوقت.. سألت صاحب الضوء بأعلى صوتي "لماذا انا؟؟؟"... وحل بعدها صمت شديد، وفي غمرة هذا الصمت، سمعت صوتاً رقيقاً، عذباً، حنوناً يقول لي: "قل لي انت؟ هل ترى هنا شخصاً مستحقاً اكثر منك؟" فقلت: "لا احد، فأنا لا أرى احداً على حد علمك.. كل شيء عاتم ومجهول" فقال لي: "اذاً لا تعد طرح هذا السؤال علي.. فأنت الشخص الوحيد الذي يستحق هذا النور.. انت مميز جداً.. وجميع الناس الآن ينظرون اليك على أنك سيدهم" باستغراب اجبت: "سيدهم؟؟ وهل هم يسمعوننا الآن؟" قال: "بالتأكيد، وانا استطيع رؤية وجوههم جيداً، وهم الآن يسجدون لك بكل خشوع وخوف".. وكانت هذه اخر كلماته في ذلك اليوم.. شعرت بالفخر بنفسي.. وقلت لنفسي انني فعلاً مستحق لهذه المعاملة المميزة، ولكن.. اعلم الآن ان الجميع يحترمني، لا بل حتى يجعلني في مقام الآلهة.. فما الذي استفيده من بقائي معزولاً عنهم.. هل سأبقى ههنا في هذا النور اناظر ظلاماً دامساً ليس فيه حراك؟ الا يجب ان احتك بهؤلاء الناس الذين تكلم عنهم صاحب الضوء؟ بنعم اجبت نفسي، وبصوتي صرخت مرة اخرى: "اذاً اخرجني اليهم الآن!!! الآن انا جاهز للكلام والتواصل معهم!" وعاد الصوت مرة اخرى، وقال لي: "مستحيل!! لن اسمح لك بالذهاب اليهم.. هؤلاء جميعهم اشرار.. هم فقط يرونك مميزاً وانت في الضوء.. لكن ان خرجت اليهم، فسيلتهمونك" صحيح ما قاله صاحبي صاحب الضوء.. نعم كلامه صحيح تماماً.. فإن انا خرجت من هذا الضوء، فهم اكيد سينتقمون لكل هذه الايام التي مرت علي وانا ههنا.. نعم معه كل الحق، والبقاء مع ضوئي هذا هو افضل حل لي كي ابقى آمناً من شر هؤلاء الناس.. ومرت الأيام، وتحول فخري وعزي الى يأس وملل.. بدأت اشعر بالتعب.. مرت عليّ تسعة عشر عاماً وانا كذلك.. هل سأبقى هكذا للأبد؟ هل سيتغير علي شيء بعد هذا؟ وعندها... شعرت بشيء غريب يحدث معي لأول مرة... نعم انها ذراع.. ذراع شخص آخر.. آآه، انها تشير لي ان آتي اليها.. لكن لا! لن اغادر هذا الضوء ابداً!... عادت الذراع تقترب.. آآه، انها ذراع اخرى.. نعم، وهذه واحدة ثالثة.. صرخت بأعلى صوتي: "لقد مللت من هذا الحال!!! سوف اذهب اليهم!!! نعم سوف اذهب" فأغمضت عيناي وبدأت بالجري نحو اول ذراع امتدت لي... ركضت وركضت لكن دون جدوى.. فتحت عيناي فصُدمت: "انا لا أرى شيئاً!!! ساعدوني!! يا صاحب الضوء! يا صاحب الضوء!! ساعدني!!" لكن لم يجبني احد.. التفت يميناً ويساراً، لكن لا شيء.. ظلام وعتمة من كل جانب.. ولم يعد هناك اي اثر لذلك الضوء الذي كان يغطيني في السابق.. صرت ابكي واصرخ باحثاً عن مخرج من هذا... وعندها.. رأيت ثلاث ايادٍ تشير لي ان آتي اليها.. لكني لم احرك ساكناً.. ولكن الايادي بدأت تقترب مني.. آآه آآه.. انها تضربني بقسوة.. آآه انها تشدني من اطرافي بقوة بالغة.. لاااااااااا!!!! صرخت بأعلى صوتي.. فذهبت تلك الايادي بعيداً عني.. وإذ بصوت رهيب يناديني: "يا بني!!! تعال اتبعني!" قلت للصوت: "من أنت؟ انت لست صاحب الضوء!! من انت؟؟" قال: "انا هو الذي هو، قم واحمل هذا الدرع الذي بجانبك".. وفعلاً وجدت بجانبي درعاً من الحديد.. كان صلباً جداً وقوياً.. واكمل صاحب الصوت: "الآن اريدك ان تلبسه و ان تجري راكضاً بأي اتجاه ترغب".. استغربت منه هذا الطلب، ولكن هل هناك احتمال آخر؟ لبست الدرع ووقفت قليلاً.. نعم انه هو.. الضوء.. عاد الضوء من جديد.. آه، انه فوق رأسي تماماً.. وإذ بصاحب الضوء يقول لي: "هل شعرت بالخوف يا صديقي؟ لا تخف انا معك دائماً" شعرت بعدها بالراحة.. لقد عاد صديقي القديم.. صديقي الوحيد عاد، عاد لينقذني من الاشرار.. ما الذي حصل لي؟ مالذي جعلني اغادر ضوئي؟ آه كم كنت غبياً؟ مرت الايام، ومرت سنة.. صار لدي الآن عشرون عاماً.. عشرون عاماً من الفرح في هذا الضوء الرائع الذي يغمرني.. كم انا شخص مميز حقاً في عيني صاحب الضوء.. ماهذا؟؟ لقد تذكرت.. انه الدرع القديم الذي لبسته عندما كنت تائهاً.. آه، لقد تذكرت.. لقد قال لي صاحب الصوت ذاك ان البسه واركض بأي اتجاه اريد.. ولكن لا!! لن اترك الضوء خاصتي ابداً!! وعندما كنت افكر بهذا.. حصل امر غريب جداً.. بدأ الضوء يخفت.. ما الذي فعلت؟ آآه.. آآه لماذا عادت الايدي تضربني هكذا.. قال صاحب الضوء: "كيف تجرأت على التفكير بكلام مثل هذا!! انت لن تغادر هذا الضوء ابداً!!" شعرت بعدها بالغضب من صاحبي.. لماذا بدأ يعاملني هكذا؟ لطالما كان يعاملني بمحبة وباعتناء.. صرخت: "لماذا بدأت تتغير معي؟" فلم يجب بكلمة.. عندها، لبست الدرع والايادي بدأت تزداد قوتها.. صرت اشد واشد على الدرع، لكن دون جدوى.. استجمعت اخر ما تبقى لي من قوة.. وضغطت على نفسي، واستطعت ان البسه.. لم تعد الايادي تستطيع ان تؤذيني الآن.. نعم لم تعد تستطع ايلامي.. بدأت اجري.. وأخذت الايادي تتطاير من حولي.. انها بالعشرات.. لا بل انها بالآلاف.. اغمضت عيناي وواصلت الهرب منها.. لكني لم اشعر بأي الم، وكأني في حلم... واصلت الركض في هذا الظلام.. وبدأت انفاسي بالتقطع.. لا لن اتعب.. لن اتوقف.. يجب ان اواصل.. جريت بكل طاقتي.. وعاد الصوت من جديد.. قال لي: "احسنت يا بني، الآن.. لن يعود لهذا الظلام مكان في حياتك".. سمعت كلماته وانا ما زلت اواصل الركض.. فكرت في نفسي: "اذاً هناك نهاية لهذا الظلام؟ كيف لم افكر بهذا"... وفجأة.. آآآآآآآه!!!!!!!!!!! اخوتي الاعزاء: انا الآن اتحدث معكم من العالم الواقع خلف الظلام.. من عالم النور.. نعم لقد كان لذاك الظلام نهاية كما وعدني صاحب الصوت.. لكن الامر الذي لم اكن كنت اعرفه في السابق، هو انني كنت انتمي لعالم النور الذي اعيش فيه الآن، لكني لم اكن اعرف.. كان صاحب الضوء هو صديقي الوحيد، الا انني اكتشفت فيما بعد انه كان الشر بذاته.. حتى انه لم يكن له علاقة بهذا الضوء.. الضوء كان لي.. نعم كان لي، لكنه لم يكن لي لأني استحقه.. بل كان لي لأن صاحب الصوت اختارني.. اختارني من عالم الظلام كي اكون له.. ولكن صاحب الشر، اقنعني انه هو مصدر الضوء، وانه هو الذي يتحكم بالامور.. الا انني الآن اعرف.. اعرف شيئاً يقيناً، هو انني كنت معدّاً لأسكن عالم النور.. لكن صاحب الشر سيطر على عقلي طيلة تلك الايام واقنعني بأني "أنا" صاحب الفضل، وانه هو من يتحكم بالامور كلها.. لذلك ارجوا منك ان تعود وتقرأ هذه القصة مرة أخرى بعد ان علمت من هو صاحب الشر ومن هو صاحب الصوت الحنون، طبعاً هذا لو كان عندك وقت... وارجوك ان تخبرني ان كانت هذه القصة تنطبق عليك. مع محبة و سلام صاحب الصوت الحنون، ربي ومخلصي يسوع |
![]() |
رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
..::| VIP |::..
![]() |
![]() ميرسي كتير ياجوي
ربنا يباركك |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 3 ) | |||
..::| مشرفة |::..
![]() |
![]() ميرسى على مرورك |
|||
![]() |
![]() |
|