منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 25 - 07 - 2013, 12:27 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,317,287

المنيل .. فى انتظار «هجوم جديد» من معتصمى «النهضة»


المنيل .. فى انتظار «هجوم جديد» من معتصمى «النهضة»

المنيل .. فى انتظار «هجوم جديد» من معتصمى «النهضة»


المكان شارع المنيل.. الزمان ساعة ذروة ذات خميس، حيث تعوّد أهل المنطقة الهادئة «سابقاً»، على ضوضاء نهاية الأسبوع، قبل أن يعرفوا ضوضاء من نوع جديد، فى معركة 5 يوليو مع أنصار المعزول، أو ما صار وصفه لدى الأهالى هنا «حرب المنيل».
تبدّلت الأوضاع إلى النقيض، فالشارع الحيوى رفعت أغلب محاله شعار «مغلق لإشعار آخر»، فيما اختلست أخرى بعض ساعات الهُدنة وسط المعارك المستمرة، بشكل شبه يومى مع الإخوان لخدمة السكان، الأقفال والجنازير الحديدية لا تغادر مداخل العمارات، لافتات وصور لشهداء المنطقة تغطى الجدران بدلاً من زينة رمضان الذى حرّم الأهالى على أنفسهم الاحتفال به، وسط ذكرى 5 شهداء وقرابة 200 مصاب، ما زالت فى الأذهان، وفوارغ رصاص محفورة على الجدران.
جالساً فى محله البسيط الواقع على شارع المنيل الرئيسى يُرتب بضاعته التى تنوّعت ما بين هدايا تذكارية وأدوات مكتبية، انتظاراً لزبون لن يأتى، حسب تأكيده، بسبب الأوضاع، بينما يصر على ذلك إحياء لذكرى ابنه «عبدالله»، الذى استُشهد دفاعاً عن «منطقته ولقمة عيشه».. سيد عبدالعظيم الرجل الستينى الذى فقد ابنه ذا الـ34 عاماً فى «الحرب»، يتذكر وقائع الجمعة الدامية: «قرابة السابعة مساءً هاتفت ابنى وطالبته بالعودة إلى المنزل بسبب ورود أنباء عن اشتباكات عنيفة بين أنصار (مرسى) وأهالى المنيل، قال إنه فى طريقه للمنزل»، لكن المنزل لا يفصله عن المحل سوى بضعة أمتار، والعودة تأخرت حتى ساور القلق الأب واضطر إلى النزول للاطمئنان على الابن، ليجد المئات من شباب المنطقة متجمعين أمام المحل فى حالة انهيار تام، سأل عن ابنه وسط إجابات بأنه تعرّض لإصابة قوية فى الاشتباكات، ونُقل إلى مستشفى قصر العينى القديم، شعر الأب بداخله أن ولده المدلل فارق الحياة، وأنه ليس مُصاباً، فصرخ فى الشباب: «ابنى مات ماتضحكوش عليا، بس أنا عايز أشوفه».
الطريق إلى المستشفى كان مُغلقاً بسبب الاشتباكات، فاضطرت الأسرة المكوّنة من 3 بنات وابن إلى الانتظار حتى الصباح، لإلقاء نظرة الوداع على الجثمان، الأب الذى يستقبل العزاء مع كل زبون من أبناء المنيل يدخل محله ليعدّد محاسن الابن، قائلاً «كانت المنيل كلها بتحبه، كنّا بندور له على عروسة»، مؤكداً أن شهود العيان حول مقتل الابن قالوا إنه تعرّض لإطلاق نار ممن وصفهم بـ«القناصة»، من أعلى مسجد صلاح الدين، ووفقاً للتقرير الطبى للوفاة، أصيب «عبدالله» بطلق نارى حى فى مؤخرة الرأس أدى إلى تهتك فى الجمجمة، ويقول الأب إنه قدّم بلاغاً للنائب العام يتهم فيه قيادات تنظيم الإخوان والرئيس المعزول بالتحريض والاشتراك فى قتل ابنه، قبل أن يصمت بُرهة، معلقاً: «بس أنا عايز معايا ناس جدعان يجيبوا حق عبدالله، أحسن القضية تموت وتنام زى اللى ماتوا قبله».
اللقطات الأولى لبداية الاشتباكات مع أنصار المعزول، حدثت بعد مسيرة كبرى انطلقت من مقر اعتصامهم بميدان نهضة مصر باتجاه ميدان التحرير فى محاولة لفض اعتصام الثوار، قبل أن يتصدى أهالى المنطقة لهم، دفاعاً عن حرية مصر. «محمد» صاحب المحل المجاور لوالد الشهيد، يتذكر شرارة المعركة. «محمد» ربطته علاقة صداقة قوية وأخوة -على حد تعبيره- مع الشهيد عبدالله سيد، ويقول: «بحلول السابعة من مساء الجمعة 5 يوليو تواردت أنباء لأهالى المنطقة أن الإخوان فى طريقهم للسيطرة على المنطقة المحيطة باعتصام النهضة، فقرّر الأهالى التوجّه إلى كوبرى الجامعة لمنعهم من التقدّم، ومنهم «عبدالله»، قبل أن يتسبّب السقوط المتتالى لأبناء المنيل فى حالة من الهياج بين الأهالى دفعتهم إلى الانتقام بتحطيم متاجر وسيارات مملوكة لعناصر إخوانية، اختفت تماماً من المنطقة فى أعقاب الأحداث ونُقلت ممتلكاتها بشكل كامل.
شارع صغير مظلم فى نهايته مائدة إفطار تنتظر أذان المغرب بصمت وترقُّب، طاولة ضمت أغلب أسر شهداء المنيل ومصابى الأحداث، الزينة والفوانيس، المُعتاد أن تبتهج بها شوارع وأزقة المنيل فى الشهر الكريم اختفت، والإجابة جاءت من كابتن شريف صاحب المقهى الذى تناول أهالى الضحايا الإفطار عليه: «نحتفل برمضان إزاى ودم عيالنا لسه فى الأرض»، مشيراً إلى أن القلق الذى يعيشه الأهالى خوفاً من محاولات إخوانية جديدة للاقتحام فى ظل اشتباكات ومناوشات شبه يومية جعلت الحياة أشبه بـ«المستحيل».
نقص المعلومات حول الاشتباكات جعل الأرقام تتضارب ما بين 5 شهداء، مؤكدين فى شارع المنيل، وصولاً إلى أنباء عن وجود مزيد من الضحايا المجهولين بسبب تزايد رقعة العنف فى ليلة 5 يوليو، لتصل إلى منطقة منيل الروضة وغيرها.. حديث هادئ فى أعقاب الإفطار الجماعى للأهالى الذين تعهّدوا باستمراره بشكل أسبوعى طوال شهر رمضان، تخللته تخوّفات من الأهالى حول احتمالية نشوب اشتباكات جديدة وتأكيدات حول انتظار الكلمة النهائية للقوات المسلحة والشرطة حول مصير الاعتصام بالفض من عدمه، وما بين تطمينات من كبار الجلسة بأن تنظيم الإخوان، وقياداته يعيشون الرمق الأخير من عمرهم وأن للمنيل دوراً عظيماً فى نصر 30 يونيو.
«كل بيت فى المنيل فيه كرسى ناقص على ترابيزة الفطار». سامح على شقيق الشهيد «محمود» صاحب الـ35 عاماً، الذى كان يستعد للزواج بعد عيد الفطر، معلقاً على حال أهالى المنيل حالياً، مؤكداً أن شقيقه كان العائل المادى للأسرة، خصوصاً أن والدتهم تعانى من حالة صحية سيئة جراء عملية جراحية، أجرتها فى وقت قريب، مشيراً إلى أن أخاه كان عائداً من عمله كمشرف فى متجر «أون ذا رن» أثناء اندلاع الاشتباكات، قبل أن يتجه بصحبة شباب المنطقة نحو كوبرى الجامعة لمتابعة الأوضاع، ليعود إلى المنزل مساء، قبل أن ينزل بمفرده مع الساعات الأولى صباح السبت، لنتلقى نبأ وفاته بحلول السادسة صباحاً: «جالى تليفون من المنطقة قالوا لى أخوك مات وبنلم مخه من الأرض»، مشيراً إلى أن الإسعاف نقلت شقيقه إلى مستشفى قصر العينى، ووضعته على الفور فى ثلاجة الموتى، بعد إصابته بطلقة أسفل الرأس، متسائلاً عن سر انسحاب قوات الجيش من محيط كوبرى الجامعة والسفارة الإسرائيلية القديمة، قبل بداية الاشتباكات بساعات قليلة، فى الوقت الذى تجاهلت فيه الشرطة نداءات واستغاثات الأهالى لإنقاذهم من الإخوان الذين اعتلوا أسطح مسجد صلاح الدين لمدة 12 ساعة كاملة، مشيراً إلى أن القوة الأمنية التى وصلت، انسحبت على الفور بعد الإطلاق المكثف للرصاص الحى من قِبل أنصار المعزول، بحجة أنهم لا يملكون الذخيرة الكافية، معلقاً: «لغاية دلوقتى مستنى القانون يجيب لى حقى وإلا هاجيبه بطريقتى»، لافتاً إلى أنه يحاول بشتى الطرق منع والدته من مشاهدة برامج التليفزيون، خوفاً من إمكانية مشاهدتها الفيديو المتداول لواقعة مقتله، قائلاً: «بقيت أخاف على أمى تشوف مخ أخويا وهو مرمى على الأرض فى التليفزيون، منهم لله»، مختتماً: الجميع بات ينتظر وقت التحرُّر من الاعتصام الإخوانى.
لسوء حظه، تصادف موعد وردية الشهيد كرم عطوة، الحارس بنادى النيل النهرى المواجه لكوبرى الجامعة مع بدء الاشتباكات، ليتلقى الرجل الأربعينى رصاصة فى القلب لم تفلح معها محاولات الأطباء فى إنقاذ حياته. خسارة الأسرة لم تقف عند الأب، حيث أصيب الابن الأصغر لكرم «علاء» بطلق نارى فى القدم، بينما يحكى «مجدى» الابن الأكبر ما جرى: «والدى كان بيجرى علشان يجيب أخويا الصغير من عند كوبرى الجامعة، وبدأ ضرب النار عليهم وهما واقفين، بعد ما هو رجع، أخويا رجع تانى، وقال هارجع أقف مع الناس فى اللجان الشعبية، وفى أثناء ذلك تم إطلاق النار على والدى وإصابته برصاصة فى القلب، أخويا راح يشوفه فأطلقوا النار على قدمه»، فى الوقت الذى غابت فيه أسرة الشهيد رامى المهدى صاحب الـ31 عاماً عن الإفطار الجماعى، فالمصيبة لم تقتصر على فقدان الابن، حيث تطوّرت إلى إصابة عم رامى بأزمة قلبية توفى على أثرها بعد سماع خبر استشهاد نجل شقيقه.
تحركات محامى الضحايا، بالتعاون مع بعض المنظمات الحقوقية لتسريع نظر القضية لم تهدأ. المحامى الحقوقى بمركز الحقانية إسلام خليفة يقول إن أهالى الشهداء والمصابين يجهّزون بلاغاً جماعياً للنائب العام المستشار هشام بركات بشأن المُحرضين على الأحداث، فضلاً عن توجّههم خلال الساعات المُقبلة إلى نيابة مصر القديمة للإدلاء بأقوالهم مُدعمة بمقاطع فيلمية مسجلة عن الأحداث، مشيراً إلى أن المتهم المحبوس حالياً على ذمة التحقيقات هو من قام بتسليم نفسه للشرطة، وادعى أنه هو الذى قتل الشهداء الأربعة، فى حين أن الفارق الزمنى بين وقائع القتل تمتد 10 ساعات، مؤكداً أن الأهالى لن يتنازلوا عن القصاص من الجانى الحقيقى.

رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
توزيع مئات الوجبات المجانية على معتصمى النهضة بالجيزة
استنفار بين معتصمى النهضة بعد سماع دوى طلقات نارية
اشتباكات بالأيدي بين معتصمي ميدان النهضة
الدستور تكشف تفاصيل هجوم البلطجية على معتصمي التحرير
«الصحة»: إصابة 11 في هجوم بـ«المولوتوف» و«الخرطوش» على معتصمي «الاتحادية»


الساعة الآن 03:56 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025