الأراميون/ الأرامية
في زمن ارتحال بني إسرائيل نحو كنعان. حلَّت مجموعة من القبائل الساميّة في شمال تلك الأرض. هؤلاء هم الأراميون. ونعرف شيئاً من تاريخهم من الوثائق العبرية والأشوريَّة وبعض النقوش المدوّنة بالأرامية. كانوا عدة قبائل تركّزت كل منها في إحدى المدن، وقد انتشروا في سورية طولاً وعرضاً، وصولاً إلى أشور ونزولاً إلى بابل بمحاذاة نهر الفرات، حيث انبثقت الأُمة الكلدانية من أحد فروعهم. أما ممالكهم الصغرى إلى الشمال من الجليل فسرعان ما ذابت في إسرائيل وفي المملكة الأرامية الكبرى، أي دمشق.
في أيام الملك سليمان ظفرت دمشق بالاستقلال عن إسرائيل وتولَّت سلسلةٌ من الملوك الأقوياء تعزيز قوّتها (راجع 1 ملوك 11؛ 25؛ 15: 18). وإلى أن جعل الأشوريون دمشق ولاية تابعة لهم في 32 ق.م، ظلَّ ملوكها (ومن ضمنهم بنهدد وحزائيل اللذان لهما دور في الأحداث المدونة في الكتاب المقدس) في حربٍ شبه دائمة مع إسرائيل ويهوذا في محاولة للسيطرة على الطرق المؤدية إلى مصر وبلاد العرب. ومن حين إلى آخر استطاع هؤلاء أن يهيمنوا على زملائهم الحكّام الآراميين في الشمال وفي المرافئ البحرية.
أصبحت اللغة الآرامية هي اللغة الشائعة للدبلوماسيين والتجّار في جميع أنحاء الشرق الأوسط منذ سنة 750 ق م تقريباً، وسببُ ذلك اتساع انتشار الأراميين (وقد زاد هذا الانتشار أيضاً لمّا سيطر ملوك آشور ورحّلوا كثيرين منهم إلى بلاد آشور وفارس). ولمّا جاء قُواد الملك سنحاريب الآشوريون وهددوا أورشليم، طلب إليهم رجال الملك حزقيا أن يتكلموا بالآرامية. وقد دوِّنت مراسيم الملوك الفرس بالآرامية. وحينما اشتكى أهل الأرض على اليهود العائدين مع زربّابل، كتبوا إلى الملك بالآرامية. حتى أن قسماً من سفر دانيال كُتب أصلاً بالآرامية.
بعد إدخال الإسكندر الكبير اللغة اليونانية إلى الشرق الأوسط، حلَّت الآرامية في المرتبة الثانية للأغراض الرسمية. إلا أنها ظلت اللغة الشائعة في مناطق كثيرة، وكان يتحدث بها اليهود في أزمنة العهد الجديد. وفي كتاب العهد الجديد عدد من العبارات الآرامية، مثلاً: "طليثا قومي"؛ "أبّا" (الكلمة المستعملة بين العامة للدلالة على الأب)؛ "إيلي إيلي لما شبقتني" (من كلمات الرب يسوع على الصليب).
2 ملوك 18: 26؛ عزرا 4: 1- 6: 18؛ دانيال 2: 4- 7: 28؛ مرقس 5: 41؛ 14: 36؛ متى 27: 46