
08 - 12 - 2025, 02:33 PM
|
|
|
|
† Admin Woman †
|
|
|
|
|
|
مَعرِفَةُ اللهِ
صارَ الكَلِمَةُ بَشَراً لِيُعَرِّفَنا بِاللهِ بِطَريقَةٍ مَلمُوسَةٍ وَواضِحَةٍ. قَبلَ التَّجَسُّدِ، كانَتِ المَعرِفَةُ عَنِ اللهِ جُزئِيَّةً وَمُحدَّدَةً، تَأتِي عَبرَ الأَنبِياءِ، بِوَحيٍ وَرُؤى، كَما يَقُولُ الكِتابُ المُقَدَّسُ: “إِنَّ اللهَ، بَعدَما كَلَّمَ الآباءَ قَدِيمًا بِالأَنبِياءِ مَرَّاتٍ كَثِيرَةً بِوُجوهٍ كَثِيرَةٍ، كَلَّمَنا في آخِرِ الأَيَّامِ هَذِهِ بِابْنٍ" (عِبرانيِّين 1: 1).
بِالتَّجَسُّدِ، أَصبَحَ اللهُ مَرئِيًّا وَمَلمُوساً فِي شَخصِ يَسُوعَ المَسِيحِ. فِي المَسِيحِ، كَشَفَ اللهُ عَن طَبيعَتِهِ وَجَوهَرِهِ وَمَحبَّتِهِ، بِطَريقَةٍ يُمكِنُ لِلبَشَرِ أَن يَفهَمُوها وَيُدرِكُوها. المَسِيحُ هُوَ التَّعبِيرُ الكَامِلُ وَالنِّهائِيُّ لِلهِ، كَما يُؤَكِّدُ القَدِّيسُ يُوحَنَّا الحَبِيبُ: “ذاكَ الَّذي كانَ مُنذُ البَدءِ، ذاكَ الَّذي سَمِعنَاهُ، ذاكَ الَّذي رَأَيناهُ بِعَينَينا، ذاكَ الَّذي تَأَمَّلناهُ وَلَمَسَتْهُ يَدانا مِن كَلِمَةِ الحَياةِ" (1 يُوحَنَّا 1: 1-3).
بِالتَّجَسُّدِ، أَصبَحَ المَعرِفَةُ عَنِ اللهِ شَخصِيَّةً وَقَرِيبَةً. فِي المَسِيحِ، نَرى نُورَ اللهِ، وَنَلمِسُ مَحبَّتَهُ، وَنَفهَمُ مَشيئَتَهُ. التَّجَسُّدُ لَم يَكُن سِوى إِعلانٍ نِهائِيٍّ لِلحَقِّ الإِلَهِيِّ، وَلِمَحبَّةِ اللهِ الغَيرِ مَحدُودَةٍ لِلبَشَرِ.
|