كيف كانت ثورة يسوع روحية وأخلاقية في جوهرها

[لمسة يسوع]

"مثل السامري الصالح ثورة على التعصب والكراهية لوقا 10..33.- 37
في ذلك الزمان كان اليهود يحتقرون السامريين، ومع ذلك قدم يسوع مثلا يروي فيه أن السامري هو من ساعد الجريح ، بينما الكاهن واللاوي مرا دون أن يساعده.
فمحبة القريب لا تقاس بالدين أو العرق ، فهذه الثورة قلبت مفهوم من هو قريبي وجعلته إنسانية شاملة


المرأة الزانية ثورة على الإدانة القاسية يوحنا 8....3-11
عندما احضروا امرأة أمسكت في الزنى ، كان بحسب الشريعة يجب رجمها ،
اما يسوع فقال من كان منكم بلا خطية فليرمها بحجر ..قال لها بإمرأة ابن هم أولئك المشتكون عليك أما دانك أحد ثم قال لها يسوع ولا انا ادينك اذهبي ولا تخطئي ايضا يوحنا 8..10- 11
فالرحمة والغفران اهم من العقاب الاعمى ، ثورة هذا الموقف انها وضعت ضمير الإنسان النقي قبل تطبيق العقوبة.


غسل ارجل التلاميذ ثورة على الكبرياء يوحنا 13..5
في الثقافة اليهودية والرومانية ، كان غسل الأرجل عمل العبيد ، ومع ذلك يسوع غسل ارجل تلاميذه بنفسه،
فعلمنا أنه من يريد أن يكون عظيما فليكن خادما ، هذه الثورة تبين عظمة القائد لا بالسلطة بل بالتواضع.


الموعظة على الجبل دستور أخلاقي جديد متى 5..3-48
هذه من اشهر تعاليمه ، وفيها مبادىء روحية قلبت مفاهيم كثيرة
طوبى للودعاء - في زمن القوة والعنف
طوبى للرحماء - في زمن الانتقام
طوبى لصانعي السلام - في زمن النزاعات
انها ثورة تعلن قيم جديدة تجعل نقاء القلب والنية أساس الحياة


على الصليب - قمة الغفران والمحبة
حتى وهو يصلب ظل يطلب الغفران لصاليبه فقال يسوع. يا ابتاه اغفر لهم لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون لوقا 23..34
انها رسالة المحبة الاقوى من الكراهية حتى في الموت ، هذه ثورة انتصار الروح على العنف.


تعامل مع المنبوذون - ثورة على التهميش
يسوع اقترب من
العشارين جباة الضرائب المكروهين
البرص الذين لايلمسهم أحد وكان يلمسهم وبشفيهم ويقبلهم
رسالة تقول إن قيمة الإنسان فوق خطيئته ومرضه ، وهذه ثورة تحطيم الحواجز بين الطاهر والنجس.

الخلاصة
هذه الأمثلة توضح أن ثورة المسيح لم تكن سياسية أو عسكرية ، ولم تعتمد على السيف ، بل كانت ثورة هدفت إلى تحديد الإنسان من الداخل، وتعيد تعريف القيم الأخلاقية والروحية ، ثورة تقوم على المحبة والغفران والحق...