- جاء في سفر أخبار الأيام الثاني قصة رجوع منسّى إلى أورشليم، والإصلاحات المدنية والدينية التي قام بها، بشيء من التفصيل: "وَلَمَّا تَضَايَقَ طَلَبَ وَجْهَ الرَّبِّ إِلهِهِ وَتَوَاضَعَ جِدًّا أَمَامَ إِلهِ آبَائِهِ. وَصَلَّى إِلَيْهِ فَاسْتَجَابَ لَهُ وَسَمِعَ تَضَرُّعَه،ُ وَرَدَّهُ إِلَى أُورُشَلِيمَ إِلَى مَمْلَكَتِهِ. فَعَلِمَ مَنَسَّى أَنَّ الرَّبَّ هُوَ اللهُ. وَبَعْدَ ذلِكَ بَنَى سُورًا خَارِجَ مَدِينَةِ دَاوُدَ... وَوَضَعَ رُؤَسَاءَ جُيُوشٍ فِي جَمِيعِ الْمُدُنِ الْحَصِينَةِ فِي يَهُوذَا. وَأَزَالَ الآلِهَةَ الْغَرِيبَةَ وَالأَشْبَاهَ مِنْ بَيْتِ الرَّبِّ وَجَمِيعَ الْمَذَابِحِ الَّتِي بَنَاهَا فِي جَبَلِ بَيْتِ الرَّبِّ وَفِي أُورُشَلِيمَ، وَطَرَحَهَا خَارِجَ الْمَدِينَةِ. وَرَمَّمَ مَذْبَحَ الرَّبِّ وَذَبَحَ عَلَيْهِ ذَبَائِحَ سَلاَمَةٍ وَشُكْرٍ، وَأَمَرَ يَهُوذَا أَنْ يَعْبُدُوا الرَّبَّ إِلهَ إِسْرَائِيلَ" (2أي 33: 12 - 16).
4- أشار سفر الأخبار لصلاة منسّى الملك: "وَبَقِيَّةُ أُمُورِ مَنَسَّى وَصَلاَتُهُ إِلَى إِلهِهِ وَكَلاَمُ الرَّائِينَ الَّذِينَ كَلَّمُوهُ بِاسْمِ الرَّبِّ إِلهِ إِسْرَائِيلَ، هَا هي فِي أَخْبَارِ مُلُوكِ إِسْرَائِيلَ" (2أي 33: 18)، وهى موجودة في الترجمات اليونانية والسريانية والأرمنية والقبطية والحبشية وغيرها من الترجمات التي أُخذت من اليونانية، فجاءت في النسخة الإسكندرانية (للترجمة السبعينية) في نهاية المزامير، وجاءت في ترجمة الفلوجاتا في نهاية سفريّ أخبار الأيام، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. وتعتبر صلاة منسّى أصغر جزء من الأسفار القانونية الثانية، وكنيستنا القبطية تقرأ هذه الصلاة في ليلة سبت الفرح، ضمن صلوات مختارة من الكتاب المقدَّس تُظهر النصرة على الشر والجحيم.
ويقول "نيافة الأنبا مكاريوس" الأسقف العام: "تُعد صلاة منسّى بن حزقيا ملك يهوذا أقصر كتاب في الأسفار القانونية الثانية، وهى من أروع كتابات العهد القديم التعبيرية، صلاَّها منسّى الملك بينما كان أسيرًا في بابل (2أي 33: 12-13) وتحتوي على خمس عشر عددًا فقط تضم 37 ربع أو أستيخن، وتبدأ الصلاة التي تشبه إلى حد كبير " مزمور توبة صغير "بالتضرع إلى الله ثم الترنم بشكره على رحمته للتائبين، وفي الصلاة اعتراف بالخطايا ثم التماس المغفرة ثم يختتمها بالتسبيح".
ويقول "الأستاذ بينيت": "يقع منسّى فريدًا في شره البالغ وتوبته الصحيحة وإصلاحه الشامل. ويعطي رجاءً لأشر الخطاة بأن الماضي الموغل في الفساد لا يمنع التوبة. لقد كان منسّى الملك هو "الابن الضال" في العهد القديم على شاكلة الابن الضال في العهد الجديد (لوقا 15). إن كون منسّى ملكًا لم يشفع فيه، ولكن الذي شفع فيه هو انسحاقه من جهة وغفران الله من جهة أخرى... ولم يكن ملك أشور بأكثر رحمة من الله عندما سمح له بالعودة إلى مملكته بل وإلى مُلكه، فإن الله قد رده إلى مرتبته الأولى ووهبه نصيبًا في ملكوته الذي لا يفنى".