![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
|||||||
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() ولمَّا كانَ في أُورَشَليمَ مُدَّةَ عيدِ الفِصْح، آمَنَ بِاسمِه كثيرٌ مِنَ النَّاس، لمَّا رَأَوا الآياتِ الَّتي أَتى بِه أمّا عبارةُ "رَأَوا الآياتِ" فَتُشيرُ إِلى مَجمُوعَةٍ مِنَ الأَعْمالِ العَجائِبِيَّةِ الَّتي قامَ بِها يَسوعُ في أُورَشَليمَ ولَم يُدَوِّنْها القِدِّيسُ يُوحَنّا بِالتَّفْصيلِ في إِنْجيلِهِ، إِذْ يَذكُرُ لاحِقًا: "وَمَعَ أَنَّهُ قَد أَجرى أَمامَهُم آياتٍ كَثيرَةً، لَم يُؤمِنوا بِهِ" (يُوحَنّا 12: 37). ويَبدو أَنَّ مُعظَمَ هذِهِ الآياتِ جَرَت في أُورَشَليمَ خِلالَ صُعودِ يَسوعَ إِلى الهَيْكَلِ، وَقَدْ وَلَّدَت نَوْعًا مِنَ الإِيمانِ، لَكِنَّهُ إِيمانٌ أَوَّليٌّ غَيْرُ ناضِجٍ بَعْدُ، لِأَنَّهُ بُنيَ على الِانْبِهارِ بِالآياتِ أَكْثَرَ مِنَ الِالْتِزامِ بِشَخْصِ المَسيحِ وَكَلِمَتِهِ. يفرّق القدّيس يوحنّا الذهبيّ الفم بين الإيمان الحقيقي والإيمان المبني على الانبهار قائلاً: "ليس كلُّ مَن يُعجَبُ بِالمُعجِزاتِ يُؤمِنُ بِالمَسيحِ. فالإِيمانُ الَّذي يَبقى هو ما يَثبُتُ في القَلْبِ، لا ما يَرتَبِطُ بِالعَيْنِ". لذلك يحذّر القدّيس أوغسطينوس من الإيمان العاطفي اللحظي. الإِيمانُ الَّذي يُغيِّرُ الإنسانَ هو ما يُثْمِرُ طاعَةً ومَحبَّة". ويُلاحَظُ أنَّ الإِنْجيليِّينَ الإِزائِيِّينَ -مَتّى وَمَرْقُس وَلوقا– يَضَعُونَ مُعْظَمَ أَحْداثِ الآياتِ في مِنْطَقَةِ الجَليلِ (أُنْظُرْ مَثَلًا مَتّى 4: 23)، بَيْنَما يُرَكِّزُ يُوحَنّا على الآياتِ الَّتي صَنَعَها يَسوعُ في أُورَشَليمَ وَاليَهُودِيَّةِ، مِمّا يُعَكِّسُ خُصوصِيَّةَ مَنهَجِيَّتِهِ اللاهُوتِيَّةِ في إِبْرازِ إِعْلانِ هُوِيَّةِ يَسوعَ في الهَيْكَلِ وَفي قَلْبِ الحَياةِ الدِّينِيَّةِ لِليَهُودِ. |
|