![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
|
في أوائل القرن العشرين، حاول البشر تدجين الحمير الوحشية، لكن هذه المحاولات لم تكن لترويضها للركوب، بل ركّزت بشكل أساسي على تدريبها لسحب العربات. كانت الفكرة تبدو واعدة: قوة الحمير الوحشية، سرعتها، ومقاومتها لبعض الأمراض جعلتها تبدو كمرشّح مثالي للعمل بجانب البشر. ومن بين أبرز المحاولين، برز اسم اللورد روتشيلد، الذي درّب حمارًا وحشيًا على سحب عربة، وظهر به أمام قصر باكنغهام في لندن ليظهر للعالم أن هذه الحيوانات يمكن ترويضها. حتى المستوطنون في نيروبي حاولوا استخدام الحمير الوحشية للعمل اليومي، لكن سرعان ما اصطدموا بطبيعتها العدوانية والمتـمردة. الحمير الوحشية تختلف كثيرًا عن الخيول؛ فهي أكثر عدوانية، وأكثر عرضة للذعر، وتميل للركل والعض عند محاصرتها. صعوبة السيطرة عليها جعلت معظم محاولات التدجين فاشلة، ولم يُستخدمها البشر للركوب إلا بشكل محدود جدًا. السبب في ذلك أيضًا أن ظهورها أصغر حجمًا وظهورها غير قوي بما يكفي لتحمل وزن الإنسان لفترات طويلة، مما جعلها غير مناسبة للركوب الطويل. رغم الفشل في التدجين الكامل، لم تذهب هذه المحاولات سدى؛ فقد ألهمت علماء الوراثة لإجراء تجارب هجينة، مثل تهجين الحمير الوحشية مع الخيول، لإنتاج حيوانات مقاومة للأمراض. هذه التجارب قدمت رؤى قيمة عن علم الوراثة وسلوك الحيوانات، وساهمت في جهود حماية الحياة البرية لاحقًا. يبقى الحمار الوحشي مثالًا حيًا على أن الطبيعة لا تُخضع بسهولة، وأن ليس كل المخلوقات البرية يمكن للبشر ترويضها، مهما كانت الطموحات كبيرة. |
|