سمك يعيش في مياه الصرف الصحي
في مدينة شيمابارا اليابانية، هناك مشهد يبدو وكأنه خرج من عالم الأحلام: قنوات المياه التي من المفترض أن تكون مجرد مجاري لتصريف المياه، تحولت إلى ممرات مائية صافية كالبلور، تعج بالحياة وتسبح فيها مئات من أسماك الكوي الملونة، كما لو كانت مدينة بأكملها حوض زينة عملاق.
ما يجعل هذا المشهد مدهشًا حقًا ليس جمال الأسماك فحسب، بل سر صفاء المياه نفسه. فهذه القنوات لا تحتوي على مياه صرف عادية، بل يتم تغذيتها بمياه عذبة نقية من ينابيع طبيعية تشكلت نتيجة زلزال وثوران بركاني حدث عام 1792 على جبل أونزن القريب. منذ ذلك الحين، حافظت المدينة على هذه القنوات بعناية مذهلة، نظيفة وخالية من الملوثات، كأنها شريان حياة يربط المدينة بالطبيعة.
بدأ الأمر حين أنشأت شيمابارا هذه القنوات لإدارة تدفق المياه، لكن لاحقًا قررت المدينة إدخال أسماك الكوي إليها، لتتحول من مجرد ممرات إلى نادرة في العالم تجعل الزائر يقف مندهشًا أمام ما يمكن أن يحققه الانضباط والوعي البيئي.
هذه القصة تحمل عبرة عظيمة: عندما يجتمع احترام الإنسان للطبيعة مع التخطيط الذكي والنظافة والانضباط المجتمعي، يمكن أن تتحول المدن إلى أماكن ساحرة تحمي الحياة وتزدهر فيها. شيمابارا ليست مجرد مدينة، بل نموذج حي يذكّرنا بأن الله خلق الأرض في أجمل حال، وعلينا المحافظة على هذه النعمة قبل أن نفقدها.