في كل يوم أحد، بينما يستريح معظم الناس ويستمتعون بيوم عطلتهم، يحمل مارك بوستوس مقصه ويتوجه إلى شوارع نيويورك بحثًا عن أولئك الذين يحتاجون إلى أكثر من مجرد قصة شعر. منذ عام 2012، هذا الحلاق الذي يقص شعر المشاهير خلال الأسبوع مقابل مئات الدولارات، يكرّس عطلته وهو يومه الوحيد المجاني ليقدّم خدماته بلا مقابل للأشخاص بلا مأوى.
بدأت هذه الرحلة الإنسانية خلال سفره إلى الفلبين، حيث دفع مصفف محلي ليقص شعر الأطفال الفقراء. لكن ما ترك أثرًا عميقًا في قلبه كان رؤية ابتساماتهم، البريئة والصافية، التي ولدت من فعل بسيط لكنه مليء بالحب والاهتمام. وعندما عاد إلى الولايات المتحدة، قرر أن ينقل هذه اللفتة الصغيرة إلى شوارع مدينته، لكن هذه المرة لأولئك الذين غالبًا ما يتجاهلهم المجتمع.
يقترب مارك دائمًا بابتسامة وعبارة واحدة بسيطة: «أريد أن أفعل شيئًا جيدًا من أجلك اليوم». يجلس على الأرصفة، يقص الشعر بصبر، ويستمع إلى قصص الناس الذين يعيشون على هامش الحياة، قصص مليئة بالصعوبات، الآمال، والأحلام المنسية. في كل قصة، في كل لمسة من مقصه، يشعر هؤلاء الأشخاص بالاهتمام والاحترام، ويكتشفون أنهم ليسوا وحدهم.
مع مرور الوقت، تحولت مبادرته إلى ظاهرة إنسانية ملهمة. وسائل الإعلام والمنظمات الخيرية لاحظت أثره الكبير، وأصبح مثالًا حيًا على أن فعل الخير لا يحتاج إلى شهرة أو ثروة، بل إلى قلب يريد أن يرى البسمة على وجه الآخرين. قصص مارك تعلّمنا درسًا عميقًا: أحيانًا أبسط الأفعال، مثل قصّة شعر، يمكن أن تغيّر حياة شخص بالكامل، وتذكّرنا بقدرة الإنسان على العطاء والتعاطف مهما كانت ظروفه.