![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
|||||||
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() فَصَنَعَ مِجلَداً مِن حِبال، وطَرَدَهم جَميعاً مِنَ الهَيكَلِ مع الغَنَمِ والبَقَر، ونَثَرَ دَراهِمَ الصَّيارِفَةِ وقلَبَ طاوِلاتِهم: "طَرَدَهُمْ جَمِيعًا مِنَ الهَيْكَلِ" فَتَشِيرُ إِلَى التَّطْهِيرِ الأَوَّلِ لِلْهَيْكَلِ فِي مُسْتَهَلِّ رِسَالَةِ يَسُوعَ العَلَنِيَّةِ. فَقَدْ طَرَدَ الرَّبُّ البَاعَةَ الَّذِينَ كَانُوا يَسْعَوْنَ إِلَى مَنَافِعِهِمُ الشَّخْصِيَّةِ دَاخِلَ الهَيْكَلِ، لَا إِلَى مَا يُمَجِّدُ اللهَ، عَلَى مَا يُوَبِّخُ بُولُسُ الرَّسُولُ: "كُلُّهُمْ يَسْعَى إِلَى مَا يَعُودُ عَلَى نَفْسِهِ، لَا إِلَى مَا يَعُودُ عَلَى يَسُوعَ المَسِيحِ" (فيلبي 2: 21). وَإِنَّ وَضْعَ يُوحَنَّا هَذَا الحَدَثَ فِي مَطْلَعِ الإِنْجِيلِ يَقْصِدُ التَّأْكِيدَ عَلَى أَنَّ المَسِيحَ هُوَ الهَيْكَلُ الجَدِيدُ الَّذِي يَحُلُّ مَحَلَّ الهَيْكَلِ القَدِيمِ، وَأَنَّهُ الذَّبِيحَةُ الفَرِيدَةُ الَّتِي تُبْطِلُ الذَّبَائِحَ الحَيَوَانِيَّةَ الدَّمَوِيَّةَ؛ لِذَلِكَ طَرَدَ البَقَرَ وَالغَنَمَ مَعَ البَاعَةِ، لِأَنَّ مَنْ يَرْفُضُ فِدَاءَ المَسِيحِ بِدَمِهِ يَجْعَلُ كُلَّ شَيْءٍ عُرْضَةً لِلْبَيْعِ. وَلَمْ يَكُنْ فِعْلُ المَسِيحِ عَنِيفًا، إِذْ لَمْ يُفْضِ ذَلِكَ إِلَى تَدَخُّلِ حُرَّاسِ النِّظَامِ فِي الهَيْكَلِ، وَلَمْ يَسْتَطِعْ أَحَدٌ أَنْ يَعْتَرِضَهُ أَوْ يَمْنَعَهُ مِمَّا كَانَ يَفْعَلُ، وَذَلِكَ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّهُ عَمَلٌ نَبَوِيٌّ، عَلَى مِثَالِ مَا كَانَ يَصْنَعُهُ الأَنْبِيَاءُ حِينَ يُنَدِّدُونَ، بِاسْمِ اللهِ، بِسُوءِ العِبَادَةِ وَانْحِرَافِهَا. وَقَدْ حَقَّقَ المَسِيحُ بِهَذَا الفِعْلِ نُبُوءَةَ زَكَرِيَّا: "وَلَا يَكُونُ بَعْدُ تَاجِرٌ فِي بَيْتِ رَبِّ القُوَّاتِ فِي ذَلِكَ اليَوْمِ" (زكريا 14: 21). كَمَا يَسْتَحْضِرُ يُوحَنَّا فِي هَذَا السِّيَاقِ أَقْوَالَ النَّبِيِّ حِزْقِيَال الَّذِي تَنَبَّأَ بِأَنَّ كُلَّ مَا فِي أُورُشَلِيمَ سَيَصِيرُ مُقَدَّسًا فِي الأَزْمِنَةِ المَسِيحَانِيَّةِ (حزقيال 8: 7-18). |
|