عندما قتل الفلسطينيون شاول وبنيه ومثَّلوا بجثثهم، وسمروا جسد شاول على سور بيت شان، يقول الكتاب: "ولَمَّا سَمِعَ سُكَّانُ يَابِيشَ جِلْعَادَ بِمَا فَعَلَ الْفِلِسْطِينِيُّونَ بِشَاوُلَ، قَامَ كُلُّ ذِي بَأْسٍ وَسَارُوا اللَّيْلَ كُلَّهُ، وَأَخَذُوا جَسَدَ شَاوُلَ وَأَجْسَادَ بَنِيهِ عَنْ سُورِ بَيْتِ شَانَ، وَجَاءُوا بِهَا إِلَى يَابِيشَ وَأَحْرَقُوهَا هُنَاكَ. وَأَخَذُوا عِظَامَهُمْ وَدَفَنُوهَا تَحْتَ الأَثْلَةِ فِي يَابِيشَ، وَصَامُوا سَبْعَةَ أَيَّامٍ"(1صم 31: 11 - 13)
وقد فعل أهل يابيش هذا خوفًا لئلا يأتي الفلسطينيون ويسلبون تلك الأجساد ثانية، ولذلك لجأوا إلى حرقها، ولم تكن هذه عادة بني إسرائيل الذين تعودوا على دفن موتاهم، فقد " دَفَنَ إِبْرَاهِيمُ سَارَةَ امْرَأَتَهُ" (تك 23: 19)،
وعندما مات إبراهيم " دَفَنَهُ إِسْحَاقُ وَإِسْمَاعِيلُ" (تك 25: 9)، وإسحق "دَفَنَهُ عِيسُو وَيَعْقُوبُ"(تك 35: 29) وقال يعقوب عن زوجته المحبوبة راحيل: "فَدَفَنْتُهَا هُنَاكَ فِي طَرِيقِ أَفْرَاتَةَ" (تك 48: 7)، ويعقوب: "دَفَنُوهُ فِي مَغَارَةِ حَقْلِ الْمَكْفِيلَةِ" (تك 50: 13)، وحتى اليهود الذين تزمروا على الله، عندما ضربهم الرب دفنوهم: "حَمِيَ غَضَبُ الرَّبِّ عَلَى الشَّعْبِ، وَضَرَبَ الرَّبُّ الشَّعْبَ ضَرْبَةً عَظِيمَةً جِدًّا... هُنَاكَ دَفَنُوا الْقَوْمَ الَّذِينَ اشْتَهَوْا" (عد 11: 33، 34)، وموسى عندما مات وحيدًا على الجبل، فإن الله " دَفَنَهُ فِي الْجِوَاءِ فِي أَرْضِ مُوآبَ" (تث 34: 6) وهكذا على مر العصور والأيام، فيوحنا المعمدان "تَقَدَّمَ تَلاَمِيذُهُ وَرَفَعُوا الْجَسَدَ وَدَفَنُوهُ" (مت 14: 12) ووُضِع السيد المسيح في قبر جديد ودحرجوا حجرًا كبيرًا على باب القبر.
عادة حرق الأجساد بعد الموت هي عادة شعوب الهند، وقد نظر اليهود للأمم على أنهم كلاب، وعباداتهم على أنها رجس ونجاسة، فكيف يتمثلون بهم؟!