"ترشيش": "ترشيش: ومعناها في العبرية " الزبرجد".. ويرى البعض أنها كلمة فينيقية بمعنى "معمل تكرير" وكاسم علم تُطلق على... اسم بلاد أو مدينة تُذكر دائمًا بالارتباط بالسفن "لأَنَّهُ كَانَ لِلْمَلِكِ (سليمان) فِي الْبَحْرِ سُفُنُ تَرْشِيشَ مَعَ سُفُنِ حِيرَامَ" (1مل 10: 22)، .
مما يدل على أن ترشيش كانت تقع على البحر، كما أن يونان نزل في سفينة ذاهبة إلى ترشيش (يون 1: 3؛ 4: 2) من ميناء يافا ليهرب إلى أرض بعيدة (أش 66: 19) وكانت تلك البلاد غنية بالمعادن مثل الفضة (أر 10: 9) والحديد والقصدير والرصاص التي كانت تُصدَّر إلى البلاد الأخرى مثل صور ويافا (حز 27: 12).
والأرجح أنها كانت بلادًا في غربي البحر المتوسط. ويظن الكثيرون أنها " ترتيسوس " في أسبانيا بالقرب من جبل طارق، والتي ذكرها هيرودت في تاريخه، فلابد أن ثروة أسبانيا المعدنية قد جذبت إليها الفينيقيين الذين أقاموا لهم مستعمرات هناك... كما يظن البعض أنها " قرطجنة " في شمال أفريقيا... وقد اُكتشفت في سنة 1773م نقوشًا فينيقية أثرية في جزيرة سراينا ترجع إلى القرن التاسع قبل الميلاد تحمل اسم " ترشيش".. ويظن " أولبرايت " أن كلمة " ترشيش " نفسها تحمل معنى التعدين أو صهر المعادن... ولكن الأرجح أن المقصود بها هي أسبانيا"(4).
وهناك ملاحظة هامة وهي أن رحلات السفن دُعيت برحلات ترشيش أو أوفير، فجاء في سفر الملوك: "وَعَمِلَ يَهُوشَافَاطُ سُفُنَ تَرْشِيشَ لِتَذْهَبَ إِلَى أُوفِيرَ لأَجْلِ الذَّهَبِ" (22: 48).