سلسلة أنساب شاول ويوناثان
تتكرر مرتين في أصحاحين متتاليين، فهل هذا يعني أن الكاتب قد استعان بمصدرين مختلفين..؟. كلاَّ، لأن الكاتب لم يكن لديه مصدرين فقط لقوائم الأنساب، بل كان لديه العديد من المصادر، وقد اختار منها بإرشاد الروح القدس ما هو صحيح... إذًا لماذا كرَّر قائمة نسب شاول..؟. لقد ذكر الكاتب القائمة الأولى في معرض حديثه عن أنساب سبط بنيامين، فذكر نسب شاول أول ملوك إسرائيل وابنه يوناثان في الأصحاح الثامن، وفي الأصحاح التاسع عندما ذكر الكاتب أنساب الكهنة واللاويين عاد وذكر نسب شاول ملك إسرائيل، وذلك توطئة لذكر قصة رفض الله له، وسقوطه في الحرب مع أولاده، ومثل هذا التكرار ليس أمرًا فريدًا في الكتاب المقدَّس، فمثلًا كاتب سفر صموئيل ذكر موت صموئيل في (1صم 25: 1) ثم عاد وذكر خبر موته (1صم 28: 3) أيضًا، لأنه كان مزمعًا أن يتحدث عن قصة خيانة شاول والتجاءُه إلى العرافة طلبًا لصموئيل النبي.
ويقول "القمص تادرس يعقوب" تعليقًا على القائمة الأولى: "ما هدف إليه الكاتب هنا، الحديث عن أسلاف شاول وذريته بطريقة غير مباشرة. فالعلاقة التي تربط بين الأسماء الواردة هنا هو تقديم الأسرة التي رُفضت وحل محلها أسرة داود"(1) كما يقول تعليقًا على القائمة الثانية: "عاد الكاتب إلى أنساب شاول لكي يُعِدَّ لمعركة جلبوع (1000 ق. م) في بدء الأصحاح الثاني. لقد تولى داود العرش بموت شاول في هذه المعركة"(2).
وجاء في هامش "الكتاب المقدَّس الدراسي" تعليقًا على القائمة الثانية: "نسب شاول مكرَّر هنا (انظر 1أي 8: 29 - 38) كتمهيد للانتقال للسرد المختصر لفترة حكمه التي يبدأ بها كتاب أخبار الأيام أحداث قصته (الفصل 10)"