منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 08 - 11 - 2025, 12:57 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,381,520

جاء في سفر صموئيل الثاني: "وعاد فحمى غضب الرب على إسرائيل فأهاج عليهم داود قائلًا أمض وإحصِ إسرائيل ويهوذا" (2صم 24: 1) وبجوار هذا النص يجب أن نضع حقيقة هامة ثابتة أن الله القدوس لا يطيق الخطية، ومن المستحيل أن يدفع إنسان لارتكاب الشر... إذًا كيف يمكن تفسير الموقف؟

تفسير الموقف سهل وبسيط، وله ما يقابله في الكتاب من مواقف مشابهة، فعندما يرتكب الإنسان أخطاء ويتصرف تصرفات طائشة تستوجب العقوبة، تتخلى نعمة الله عن هذا الإنسان إما وقتيًا كما حدث مع داود، وإما بصفة دائمة كما حدث مع شاول، ويؤكد هذه الحقيقة ما جاء في سفر الأخبار: "ووقف الشيطان ضد إسرائيل وأغوى داود ليحصي إسرائيل" (2صم 21: 1).. فمن هو الذي أسقط داود في الغواية..؟ أنه الشيطان بسماح من الله، وبعد أن تخلت نعمة الله عن داود مؤقتًا... لقد وقف الشيطان في محضر الله يشتكي ويحتج على داود، فسمح الله له بخداع داود الذي يستحق العقوبة هو وشعبه، لكبرياء داود ومشايعة الشعب له... الله لا يحرك الإنسان تجاه الشر، إنما الشيطان هو الذي يغوي الإنسان ويدفعه تجاه الشر، فداود أراد بغواية الشيطان أن يعدَّ الشعب لأغراض شخصية نفسية، والشعب كان مشايعًا لداود في هذا، فسار الملك ورعيته وراء غواية الشيطان، فاستاء الرب من تصرفاتهم جميعًا.

ب - كان الله يريد أن يؤدب داود وشعبه بسبب خطاياهم من جهة، ومن الجهة الأخرى كان الشيطان حانقًا على داود الذي أصلح طريقه بالتوبة، وفشل أن يصطاده باللذة، فأغوى الشيطان داود ليحصي الشعب، وهذا الأغواء لم يكن بدعوة مباشرة من الشيطان، لأن الشيطان لم يخاطب داود، إنما كان مجرد نداء داخلي في قلب داود بدأ يتردد صداه وترتفع نغمته، وراق لداود، فوجدت هذه الغواية الداخلية هوى في نفس داود، وقد تركه الله لهذه الغواية، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. وهذا يذكرنا بالتصريح الذي حصل عليه بلعام من الله للذهاب إلى بالاق ملك موآب، بعد أن سحرته فضة بالاق وذهبه(7).

جـ - يقول " نيافة الأسقف إيسيذورس": "المقصود من النص الأول أن الرب هيج داود على قومه، معناه تخلية العناية عنه وتركه لأهواء نفسه ولغواية روح الشر وأن العامل بالحقيقة في التهييج هو الشيطان ومثل ذلك قول الكتاب: "وقسَّى الرب قلب فرعون " مرارًا، فأن المقصود من هذا ونظيره هو أن الله الحاكم العادل يدع الخاطئ الذي لا تنجح فيه العلاجات ولا تنفع النصائح لعواطفه الشريرة ليتوغل في المنكرات والكبائر جزاء لعصيانه وعدم طاعته وأرعوائه فيعظم عقابه كما جرى أخيرًا بفرعون، وكما جرى ببابل الذي عُولج جرحها بالبلسان ولما لم تشفَ سقطت إلى الحضيض ولم يبقَ فيها الأثر بعد العين"(8).

د - قال " القديس يعقوب": "لا يقل أحد إذا جُرّب أني أُجرَّب من قِبل الله. لأن الله غير مجرَّب بالشرور وهو لا يجرّب أحدًا. ولكن كل واحد يُجرَّب إذا أنجذب وأنخدع من شهوته" (يع 1: 13-14) فالإنسان هو الذي يختار أن يسير وراء شهوته فتحل به العقوبة أو السير في الطريق الصحيح فيُكافئ، ومن أسماء الشيطان المجرّب والمشتكي، فهو الذي أشتكى على أيوب أكثر من مرة أمام الله وسمح الله له بتجربته في حدود معينة (أي 1: 8 - 12؛ 2: 3 - 6) وموقف داود هنا يشبه موقف فرعون الذي سبق مناقشته بالتفصيل(9).

هـ - تدور الحرب سجالًا بين الشيطان والإنسان طالما في العمر بقية، ويقول " نيافة الأنبا إيساك": "بعد أن عاش داود حياة حافلة منذ صباه ذاق فيها الكثير من الانتصارات وفي نهاية أيامه لم يتركه الشيطان لتنتهي حياته بهدوء وسلام، فالشيطان يحاول مع القديسين إلى آخر اللحظات، وها هو يرى انتصارات داود العظيمة طيلة حياته بعد الكثير من المكايد التي دبرها له، فأراد أن يهلك داود ويدمر كل شيء بأسلوبه الخبيث (وبسماح من الله) فربما بإحصاء داود للشعب سيدخل الكبرياء إلى قلبه بأن الملايين رهن إشارته، فيزهو بقوته وشعبيته وينسى الله الذي له كل الفضل فيما حقَّقه داود"(10).

و - الكلمة المترجمة هنا شيطان تُرجمت في مواضع أخرى بالخصم أو العدو، فقد يكون هذا الخصم هو واحد من مستشاري الملك، وهذا الخصم هو في يد الله يستخدمه لتتميم مشيئته، ولا يجب أن نفصل الأحداث عن التدبير الإلهي، وجاء في كتاب " غوامض العهدين": "فلا غرابة إذا قلنا أن ذات التجارب الشيطانية تكون من ضمن العوامل الفعالة التي يستخدمها الله لتربية النفس البشرية وتعليمها"(11).

ز - يقول " الخوري بولس الفغالي": "الله هو الذي يحيي وهذا معروف، ولكنه هو الذي يميت ولاسيما الشاب الذي يكون خاطئًا. تلك كانت طريقة تفكير ناقصة، وأراد الكاتب أن يُحسّنها، فنسب الخبر إلى الله والشر والخطيئة إلى الشيطان، وما نسبه سفر صموئيل الثاني لله حين تحدث عن خطية داود، نسبه سفر أخبار الأيام الأول (أي 21: 1 - 6) إلى الشيطان: "نوى الشيطان الشر لإسرائيل فحضَّ داود على إحصاء شعبه".. في الواقع حين تصيبنا مصيبة، سواء كانت فشلًا أو مرضًا أو موتًا أو خسارة ما، قد ننسبها إلى الله، وننسبها إلى الشيطان. ونظراتنا إليها لا تسبق حصولها، بل تتبع حصولها"(12).

ح - يقول " جون جلكر إيست": "أي شخص له معرفة معقولة بالكتاب المقدَّس والقرآن سيدرك في الحال أن " أحمد ديدات " لا يقدم شيئًا سوى فهمه الميئوس منه وغير السليم لصفة مميزة للفلسفة الدينية لكل من الكتابين، ففي القرآن نجد فقرة مشابهة تُلقي ضوءًا على هذا الموضوع: "ألم ترَ أنَّا أرسلنا الشياطين على الكافرين تُوزُّهم أزًّا" (مريم 83) ترى هنا أن الله يسلط الشياطين على الكافرين لإثارتهم في هذا الاتجاه، وبنفس الطريقة عمل الله ضد داود وأستخدم الشيطان لحثه على إحصاء إسرائيل، وعلى نحو مشابه نقرأ في سفر أيوب بالكتاب المقدَّس أن الشيطان قد أُعطي سلطانًا على أيوب ليؤذيه: "فقال الرب للشيطان هوذا كل ماله في يدك" (أي 1: 12) ولكن الله تكلم فيما بعد كما لو كان هذا الذي تحرَّك ضد أيوب " فقال الرب للشيطان هل جعلت قلبك على عبدي أيوب. لأنه ليس مثله في الأرض. رجل كامل ومستقيم يتقي الله ويحيد عن الشر. وإلى الآن هو متمسك بكماله وقد هيجتني عليه لأبتلعه بلا سبب" (أي 2: 3).
رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
أن في صُلْبِه يهوذا الذي ينجب داود ومن نسله يتجسد كلمة الله
لا يريد الله أن يحرم داود من نوال شهوة قلبه
عندما شعر داود أن شاول يريد قتله صرخ إلى الله لينقذه
الله لا يريد أن يُهلك بل أن يؤدب بقدرٍ لائقٍ
الله يريد ان الجميع يخلصون - ابونا داود لمعي


الساعة الآن 11:27 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025