جاء في سفر صموئيل الثاني: "ولما رأى بنو عمون أنهم قد أنتنوا عند داود أرسل بنو عمون واستأجروا أرام بيت رحوب وأرام صوبا عشرين ألف رجل ومن ملك معكة ألف رجل ورجال طوب أثنى عشر ألف رجل" (2صم 10: 6) وجاء في سفر أخبار الأيام أن بني عمون استأجروا " من أرام النهرين ومن أرام معكة ومن صوبة مركبات وفرسانًا. فاستأجروا لأنفسهم إثنين وثلاثين ألف مركبة وملك معكة وشعبه" (1أي 19: 6-7).
فإجمالي ما تم تأجيره من أرام بيت رحوب وأرام صوبا وملك معكة وطوب بحسب ما جاء في سفر صموئيل 20000 + 1000 + 12000 = 33000 وبحسب ما جاء في أخبار الأيام 32000 مركبة بالإضافة إلى ملك معكة وشعبه نحو 1000، وحيث أن جيش بني عمون مكوَّن من مركبات وفرسان ومشاة " لكي يستأجروا لأنفسهم... مركبات وفرسانًا" (1أي 19: 6) فلو كان عدد المركبات 32000 فأين الفرسان..؟! وعندما نتذكر أن جيش فرعون الذي طارد بني إسرائيل كان به 600 مركبة منتخبة (خر 14: 7) وجيش سليمان الضخم كان به 1400 مركبة (1مل 10: 26) وجيش شيشق ملك مصر كان يضم 1200 مركبة (2أي 12: 3).. فليس من المعقول أن يضم جيش بني عمون 32000 مركبة..؟ فكيف يمكن تفسير الموقف؟
لقد أوضح سفر صموئيل أن جيش بني عمون شمل 20 ألف " راجل " تم استئجارهم من أرام رحوب وأرام صوبا، و12000 " رجل " ثم استئجارهم من أرض طوب، وملك معكة وشعبه ألف " رجل"، ومعنى " راجل " بحسب " قاموس سترونج " وكذلك " قاموس برون " أن " الراجل " هو فرد مشاة، أما كلمة " رجل " فيحتمل أن يكون فارس أو راكب مركبة، وجاء في موقع هوليبايبل: "نجد أن التعبير الذي في ترجمة فانديك دقيق فهو يقول 20000 راجل و12000 رجل، وهنا اختلاف بين معنى راجل ورجل، فراجل هو المشاة، ورجل هو محارب قد يكون من أي نوع كفارس أو رامي سهام أو غيره". فالاثني عشر ألفًا الذين تم استئجارهم من أرض طوب يمثلون جنود مركبات يستقلون ألف ومائتين مركبة، بمعدل كل عشرة جنود على مركبة يجرها أربعة خيول، والمركبة بها مستويان العلوي لحملة السهام والسفلي لحملة الرماح، ويحيط بكل مركبة عدد من المشاة كما يظهر في الصور الفرعونية القديمة، وعدد 1200 مركبة يتناسب تمامًا مع مركبات الجيوش الأخرى كما رأينا من قبل. إذًا باختصار شديد أن جيش بني عمون شمل ألف ومائتين مركبة تحمل اثني عشر ألفًا، وإجمالي ما يحيط بهذه المركبات عشرون ألفًا من المشاة، هذا بالإضافة إلى ملك معكة وجنوده وهم نحو ألف جندي يمكن أن يكونوا من الفرسان.