![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() إنجيل يوحنا والعهد القديم يعتبر إنجيل يوحنا أقل الأناجيل اقتباسًا من عبارات العهد القديم بطريقة مباشرة، ففي النص اليوناني: "Nestle Greek Text" نجد فقط 14 عبارة مقتبسة، وفي نص "Westcott-Hort" نجد إشارة إلى 27 عبارة في إنجيل يوحنا مقتبسة عن العهد القديم، يقابلها 70 في مرقس، 109 في لوقا، 124 في متى. مع هذا يرى كثير من الباحثين الارتباط الشديد بين إنجيل يوحنا والعهد القديم، إذ قدم لنا السيد المسيح بكونه المسيا، العبد المتألم، ملك إسرائيل، النبي، الأمر الذي يُطابق الصورة التي قدمها لنا العهد القديم(58). يقولDonald Guthrie(59) إن التركيز الشديد الذي وُجه نحو مدى أثر الهيلينية على إنجيل يوحنا جعل دراسة أفكار العهد القديم في هذا السفر لم تستوفِ حقها. ففي الحقيقة قدم لنا الإنجيل شخص يسوع المسيح كجزءٍ من التاريخ اليهودي. وحينما رفضه اليهود، إنما رفضوا شخصًا ينتمي إليهم: "إلى خاصته جاء، وخاصته لم تقبله" (يو 11:1). جاء إلى الهيكل، ومارس سلطانه الذي من حقه، إذ "صنع سوطًا من حبال وطرد الجميع من الهيكل؛ الغنم والبقر..." (يو 15:2) إلخ. لقد أدرك نيقوديموس وهو رئيس لليهود حق السيد كمعلم (يو 1:3، 2)، وقد حسب السيد نفسه من بين اليهود الذين لديهم سرّ الخلاص، قائلًا للسامرية: "أما نحن، فنسجد لما نعلم، لأن الخلاص من اليهود" (يو 22:4). يرى بعض الدارسين أن أسفار العهد القديم، خاصة سفريّ التكوين والخروج وراء هذا السفر، خلال العبور من الحرف إلى الروح، ومن الظل والرمز إلى الحق: 1. يفتتح سفر التكوين بالحديث عن اللَّه كخالق، أوجد العالم كله من أجل محبته للإنسان، ويفتتح إنجيل يوحنا بالحديث عن كلمة اللَّه (اللوغوس) الذي به كان كل شيء. هو الخالق ومُجدد الخليقة، ينير كل إنسانٍ ببهائه. 2. أبرز إنجيل يوحنا الصراع بين السيد المسيح وإبليس الذي كان قتَّالًا للناس منذ البدء (تك3؛ يو44:8)؛ أعطانا الغلبة عليه، قائلًا: "الآن يُطرح رئيس هذا العالم خارجًا" (يو 31:12)، فقد جاء من هو من نسل المرأة ليسحق رأس الحية (تك15:3). 3. في سفر الخروج كان تابوت العهد يمثل مقدسًا ليسكن اللَّه في وسطهم، وجاء إنجيل يوحنا يُعلن مجد ابن اللَّه المتجسد الحال في وسطنا (يو 14:1). 4. الحيَّة النحاسية الشافية (عد4:21-9) رمز للسيد المسيح مخلصنا (يو 14:3). 5. المن السماوي (خر16) رمز لجسده المبذول (يو25:6-58). 6. الصخرة واهبة الماء (خر1:17-7) رمز للسيد المسيح القائل: "إن عطش أحد فليقبل إليّ ويشرب" (يو 37:7). 7. عمود النار الذي كان يضيء لهم (خر21:13-22) يشير إلى القائل: "أنا هو نور العالم" (12:8؛ راجع 35:12). 8. في سفر الخروج أعلن اللَّه ذاته لموسى قائلًا: "أنا هو"، أو "أهيه الذي أهيه" (يو 14:3)، وجاء السيد المسيح في إنجيل يوحنا يؤكد" "أنا هو" أكثر من مرة. 9. احتل الفصح مركز الصدارة في سفر الخروج (خر 12)، خلاله عبر شعب إسرائيل من مصر حيث العبودية لينطلقوا نحو أرض الموعد. وقد جاء إنجيل يوحنا يكشف لنا عن العبور الحقيقي. إنه عبور من هذا العالم إلى الآب (يو 1:13؛ 28:16). ذكر الإنجيلي أعياد الفصح الثلاثة التي أقيمت أثناء خدمة السيد المسيح، وبدون ذكرها هنا لما استطعنا معرفة مدة إقامته على الأرض نحو ثلاث سنوات ونصف بعدالثلاثين السابقة لعماده. * في العيد الأول (13:2 إلخ.) قام بتطهير الهيكل، معلنًا غيرته عليه، مؤكدًا لهم أنه يُقيم الهيكل من جديد في ثلاثة أيام (خلال قيامة هيكل جسده). * في العيد الثاني (يو 4:6 إلخ.) أعلن عن تقديم جسده المبذول مأكلًا حقًا للتمتع بالحياة الأبدية. * في العيد الثالث (يو 31:12) جاءت ساعته ليتمجد خلال ارتفاعه على الصليب فيهب مؤمنيه حياة أبدية. 10. أعطى مفاهيم جديدة للعهد القديم، فإذ كان اليهود يعتزّون بأنهم أبناء إبراهيم صاحب العهد، وحافظو الشريعة خاصة يوم السبت. أوضح لهم أنه هو الابن الوحيد الجنس واهب البنوة الحقيقية، وأنه هو رب السبت؛ أما هم فليسوا أبناء إبراهيم بل أبناء إبليس بسبب جحودهم ورغبتهم في قتله، وأنهم ليسوا حافظي السبت بل موسى نفسه يشكوهم (يو 45:5). 11. حث السيد المسيح اليهود على قراءة العهد القديم، ليُدركوا أنها تشهد له، إذ يقول: "فتشوا الكتب لأنكم تظنون أن لكم فيها حياة أبدية، وهي تشهد لي، ولا تريدون أن تأتوا إليَّ لتكون لكم حياة" (يو 39:5، 40). لقد أكد لهم أن من يُصدق موسى يُصدقه هو، لأن موسى كتب عنه (يو 46:5)، وهو بهذا يعني بوضوح الاستمرارية بين العهدين. 12. في وضوح أظهر هذا الإنجيل أن ما تحقق بالسيد المسيح من أحداث تمس خلاصنا سبق فأنبأ عنها أنبياء العهد القديم، مثل: * دخول السيد المسيح أورشليم منتصرًا (يو 14:12). * جحْد اليهود له (يو 38:12، 40). * عدم كسر ساقيّ السيد (يو 36:19). * رؤية إبراهيم يومه وتهليله (يو 56:8). * رؤية إشعياء لمجده (يو 41:12). * نبوة إشعياء عن يوحنا السابق (23:1). يقول Guthrie: [إن استخدام ربنا للعهد القديم وتعليقات الإنجيل تفترض أن الكتاب المقدس كله يشير إلى المسيح، فهو متمم للقديم؛ الحقيقة التينسترشد بها في تفسيرنا مفاهيم الإنجيل.] |
![]() |
|
| قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
| الموضوع |
| إنجيل يوحنا إنجيل الوصية الجديدة أو إنجيل المحبة |
| ما هو الفرق بين العهد القديم والعهد الجديد؟ |
| العهد القديم والعهد الجديد |
| المعمودية المسيحية والعهد القديم |
| بين العهد القديم والعهد الجديد |