![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
|||||||
![]() |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() تَدَيُّنُ الفِرِّيسِيِّ تَدَيُّنٌ ظاهِريٌّ شَكْلِيّ، بَل رُبَّما تَدَيُّنٌ مَريضٌ. إِذ تَحوَّلَت الحياةُ الرُّوحِيَّةُ لَدَيهِ إلى مُمارَساتٍ آليَّةٍ روتينيَّةٍ، غابَ عنها القَلبُ والتَّواضُعُ والحُبُّ. ويُعلِّمُنا القِدِّيسُ دوروثيوس قائلًا: "عِندَما كانَ الفِرِّيسِيُّ يُصَلِّي وَيَشكُرُ اللهَ مِن أَجلِ فَضائِلِهِ لَم يَكذِب، بَل نَطَقَ بِالحَقِّ، وَلَم يُدَنْ مِن أَجلِ هٰذا. وَلٰكِن لَمّا اِلْتَفَتَ نَحوَ العَشَّارِ وَقالَ: "إِنِّي لَستُ مِثلَ هٰذا العَشَّار"، ارتَكَبَ الإِدانَة!" . وَعَلَى هٰذا الأَساسِ يُعَلِّمُنا الرَّسولُ بولُس: "فَإِن ظَنَّ أَحَدٌ أَنَّهُ شَيءٌ، مَعَ أَنَّهُ لَيسَ بِشَيءٍ، فَقَد خَدَعَ نَفْسَهُ. فَليَنظُرْ كُلُّ واحِدٍ فِي عَمَلِهِ هُوَ، فَيَكونَ افتِخارُهُ حِينَئِذٍ بِمَا يَخُصُّهُ مِن أَعمالِهِ فَحَسْبُ، لا بِالنَّظَرِ إِلَى أَعمالِ غَيرِهِ"(غلاطية 6: 3–4). إنَّ الكبرياءَ الَّذي يَسْكُنُ القَلبَ يُحَوِّلُ الدِّينَ إلى صُوَرٍ وَمُمارَساتٍ جافَّةٍ، فَيُصبِحُ الإِنسانُ عابِدًا لِنَفسِهِ لا للهِ وَتُفقَدُ في حياتِهِ قُوَّةُ النِّعمَةِ الَّتي لا تُعطَى إِلّا لِلمُتَواضِعين. |
![]() |
|