![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() فانتَصَبَ الفِرِّيسي قائِماً يُصَلَّي فيَقولُ في نَفْسِه: الَّلهُمَّ، شُكراً لَكَ لِأَنِّي لَستُ كَسائِرِ النَّاسِ السَّرَّاقينَ الظَّالمِينَ الفاسقِين، ولا مِثْلَ هذا الجابي. "شُكْرًا لَكَ"، فَلَوْ أَنَّهُ نَطَقَ بها بتَواضُعٍ لكانت بَدْءَةً مُبارَكَةً للصَّلاةِ، إذ إنَّ الشُّكرَ هو أسمى تَعبيرٍ عن الإِيمانِ . غير أنَّهُ جَعَلَ من الشُّكرِ وسيلةً لِلافْتِخارِ، فَحوَّلَ مَوضوعَ الصَّلاةِ من مَجدِ اللهِ إلى مَجدِ ذاتهِ. فهُو لا يَشكُرُ اللهَ على رَحمَتِهِ وعَظمَتِهِ، بَل يَشكُرُه لأنَّهُ يَعتَقِدُ أنَّه مُختَلِفٌ عن الآخَرينَ، مُعَظِّمًا نَفسَهُ ومُبَجِّلًاها. هٰكذا صَارت صَلاتُه شُكرًا زائفًا، مَبنيًّا على الأنا المُتَكَبِّرَةِ، لا على المَحبَّةِ المتواضِعةِ. إنَّه الخَطَرُ الَّذي يُدمِّرُ التَّواضُعَ الحقيقيَّ ويُبدِّدُ نُورَ الصَّلاةِ الصَّادِقةِ. |
|