|  | 
|  | 
|  |  | 
| 
			 
			رقم المشاركة : ( 1 )  
			
			
			
			
			
		 | |||||||||||
| 
 | |||||||||||
| العِبرة مِن مَثل الغَني ولعازر أولًا: الغنى ليس علامة رضى الله بالضرورة: كَانَ الْفَرِّيسِيُّونَ يَعْتَبِرُونَ الْغِنَى دَلِيلًا عَلَى رِضَى اللهِ. فَجَاءَ هَذَا الْمَثَلُ صَادِمًا: فَالْفَقِيرُ الْمَرِيضُ الْمُتَأَلِّمُ حَصَلَ عَلَى الْمُكَافَأَةِ السَّمَاوِيَّةِ، أَمَّا الْغَنِيُّ الْمُتْرَفُ فَقَدْ عُوقِبَ. وَيُعَلِّقُ الْقِدِّيسُ يُوحَنَّا الذَّهَبِيُّ الْفَمُ قَائِلًا: "لاَ يَقْدِرُ أَحَدٌ أَنْ يُؤْذِيَ إِنْسَانًا، مَا لَمْ يُؤْذِ نَفْسَهُ". فَالَّذِي يُهْلِكُ الْإِنْسَانَ هُوَ أَسْلُوبُ حَيَاتِهِ، لاَ غِنَاهُ أَوْ فَقْرُهُ. ثانيًا: خطيئة الغني كانت الأنانية والقسوة: الْغَنِيُّ لَمْ يُعَاقَبْ عَلَى مَالِهِ، بَلْ عَلَى أَنَانِيَّتِهِ وَقَسَاوَتِهِ: لَمْ يُطْعِمْ لَعَازَرَ. ولَمْ يَرَ فِي الْفَقِيرِ أَخًا، بَلْ عَامَلَهُ كَشَيْءٍ مُهْمَلٍ. وَتَقُولُ الأُمُّ تِرِيزَا: "أَرَى الرَّبَّ فِي كُلِّ إِنْسَانٍ. عِنْدَمَا أَغْسِلُ جِرَاحَ إِنْسَانٍ، أَشْعُرُ بِأَنَّنِي أُدَاوِي الرَّبَّ نَفْسَهُ". ثالثًا: شهادة الكنيسة: يُذَكِّرُنَا الْمَجْمَعُ الْفَاتِيكَانِيُّ الثَّانِي فِي دُسْتُورِ فَرَحٌ وَرَجَاء (عَدَد 69) "أَعْطِ الطَّعَامَ لِمَنْ يَمُوتُ جُوعًا، فَإِنْ لَمْ تُطْعِمْهُ تَكُنْ قَدْ قَتَلْتَهُ". إِنَّهُ نِدَاءٌ لِلْجَمِيعِ، سُلْطَاتٍ وَأَفْرَادًا، أَنْ يَتَحَمَّلُوا مَسْؤُولِيَّتَهُمْ نَحْوَ الْفُقَرَاءِ. رابعًا: خطرا الثروة: الغِنَى فِي نَفْسِهِ لَيْسَ شَرًّا، لَكِنَّهُ يَحْمِلُ خَطَرَيْنِ: تَحَجُّرُ الْقَلْبِ تُجَاهَ اللهِ: إِذْ يَكْتَفِي الْغَنِيُّ بِسَعَادَةٍ أَرْضِيَّةٍ وَيَتَجَاهَلُ الأَبَدِيَّةَ. تَحَجُّرُ الْقَلْبِ تُجَاهَ الآخَرِ: إِذْ يَعْمَى عَنِ الْفَقِيرِ الْمُنْطَرِحِ أَمَامَ بَابِهِ. وَيُحَذِّرُ الْبَابَا فِرَنسِيس: "إِنْ لَمْ تُفْتَحْ أَبْوَابُ الْقَلْبِ لِلْفُقَرَاءِ، فَسَتَبْقَى هَذِهِ الأَبْوَابُ مُغْلَقَةً أَيْضًا أَمَامَ اللهِ". الغنى وهمٌ أمام الموت. اسْتَعْمَلَ الْغَنِيُّ ثَرْوَتَهُ كَعِلَاجٍ زَائِفٍ لِلْمَوْتِ. كَانَ يَتَنَعَّمُ "كُلَّ يَوْمٍ تَنَعُّمًا فَاخِرًا" (لوقا 16: 19)، كَأَنَّهُ لَا مَوْتَ بَعْدَهُ. وَلَكِنَّ الْمَوْتَ وَضَعَهُ أَمَامَ الْحَقِيقَةِ: لَا أَمْوَالَ، وَلَا أَصْدِقَاءَ، وَلَا عَائِلَةَ تُنْقِذُهُ. خامسًا: الجسر أو الهوّة: مَنْ بَنَى جُسُورَ صَدَاقَةٍ وَمَحَبَّةٍ، يَجِدْهَا فِي الأَبَدِيَّةِ خُشْبَةَ خَلَاصٍ: "كُلَّمَا صَنَعْتُمْ ذَلِكَ لِوَاحِدٍ مِنْ إِخْوَتِي هَؤُلَاءِ الصِّغَارِ، فَلِي قَدْ صَنَعْتُمُوهُ" (متى 25: 40). وَمَنْ بَنَى هُوَّةَ عُزْلَةٍ وَأَغْلَقَ الأَبْوَابَ، يَجِدْهَا بَعْدَ الْمَوْتِ مَغْلَقَةً: "كُلَّمَا لَمْ تَصْنَعُوا ذَلِكَ لِوَاحِدٍ مِنْ هَؤُلَاءِ الصِّغَارِ، فَلِي لَمْ تَصْنَعُوهُ… فَيَذْهَبُ هَؤُلَاءِ إِلَى الْعَذَابِ الأَبَدِيِّ، وَالأَبْرَارُ إِلَى الْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ" (متى 25: 45–46). خلاصة القول: الغِنَى لَيْسَ شَرًّا، بَلْ هِبَةٌ مِنَ اللهِ يُمْتَحَنُ فِيهَا الْإِنْسَانُ والْمِحَكُّ الْحَقِيقِيُّ: كَيْفَ نَسْتَعْمِلُ خَيْرَاتِنَا؟ أَنُقَسِّمُهَا بِالْمَحَبَّةِ أَمْ نُحْجِمُهَا بِالأَنَانِيَّةِ؟ والْمَصِيرُ الأَبَدِيُّ مَبْنِيٌّ عَلَى اخْتِيَارَاتِنَا فِي الْحَاضِرِ؛ إمَّا جُسُورُ مَحَبَّةٍ تُؤَدِّي إِلَى الْحَيَاةِ، أَوْ هُوَّةُ عُزْلَةٍ تُؤَدِّي إِلَى الْهَلاَكِ. | 
| 
 | 
| قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً | 
| الموضوع | 
| تعرف على الغزوي التى حذرت من تحول فرنسا إلى إمارة للإخوان | 
| لستم تطلبونه | 
| ام لستم تعلمون ان جسدكم | 
| مَثل | أمثال | 
| آلة العُود |