![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
|
طريق الخلاص (لوقا 16: 27–31) الغني يتوسل من أجل إخوته. بعد أن يئس الغني من الخلاص، تحوَّل إلى طلبٍ آخر، وهو إنقاذ إخوته: "فَإِنَّ لِي خَمْسَةَ إِخْوَةٍ. فَلْيُنْذِرْهُمْ لِئَلاَّ يَصِيرُوا هُمْ أَيْضًا إِلَى مَكَانِ الْعَذَابِ هَذَا" (لوقا 16: 28). هناك مَفَارَقَةٌ مُؤْلِمَة: فَاقِدُ الْخَلَاصِ يَطْلُبُ الْخَلَاصَ لِغَيْرِهِ. لَكِنْ إِبْرَاهِيمَ أَجَابَهُ أَنَّ الْإِنْذَارَ مَوْجُودٌ مُنْذُ الْقِدَمِ فِي كَلِمَةِ اللهِ: مُوسَى وَالأَنْبِيَاء، وَهُوَ كَافٍ لِإِرْشَادِ الإِنْسَانِ إِلَى الرَّحْمَةِ وَالتَّوْبَةِ. الْغَنِيُّ لَمْ يَكُنْ يَفْتَقِرُ إِلَى عَلاَمَاتٍ، بَلْ إِلَى قَلْبٍ مُنْفَتِحٍ. الْأَنَانِيَّةُ وَقَسَاوَةُ الْقَلْبِ تَحْجُبُ عُيُونَ الإِنْسَانِ عَنْ قِرَاءَةِ "عَلاَمَاتِ اللهِ". فَلِذَلِكَ قَالَ إِبْرَاهِيمُ: “إِنْ لَمْ يَسْتَمِعُوا إِلَى مُوسَى وَالأَنْبِيَاءِ، لاَ يَقْتَنِعُوا وَلَوْ قَامَ وَاحِدٌ مِنَ الأَمْوَاتِ" (لوقا 16: 31). إِنَّ مَنْ يَسُدُّ أُذُنَيْهِ عَنِ الْكَلِمَةِ الْمُوحَى بِهَا، لَنْ يُؤْمِنَ حَتَّى وَلَوْ شَاهَدَ أَعْجُوبَةَ الْقِيَامَةِ. وَهَذَا مَا حَدَثَ مَعَ الْفَرِّيسِيِّينَ الَّذِينَ رَأَوْا لِعَازَرَ (أَخَا مَرْيَمَ وَمَرْثَا) يَقُومُ مِنَ الْقَبْرِ، وَلَكِنَّهُمْ لَمْ يُؤْمِنُوا. كلمة الله هي أساس الخلاص. الْخَلاَصُ إِذًا لَيْسَ بِمُعَايَنَةِ الرُّؤَى وَلاَ بِالْعَجَائِبِ، بَلْ بِالْإِيمَانِ بِكَلِمَةِ اللهِ. أَسَاسُ التَّوْبَةِ هُوَ الإِيمَانُ، وَأَسَاسُ الإِيمَانِ هُوَ كَلِمَةُ اللهِ. وَيُفَرِّقُ الْكِتَابُ بَيْنَ "الاِسْتِمَاعِ" وَ"السَّمَاعِ": الاِسْتِمَاعُ هُوَ الإِصْغَاءُ. السَّمَاعُ هُوَ الِاسْتِجَابَةُ وَالْعَمَلُ بِمُقْتَضَى الْكَلِمَةِ. لِذَلِكَ يَقُولُ الرَّسُولُ يَعْقُوبُ: "كُونُوا عَامِلِينَ بِالْكَلِمَةِ، لاَ سَامِعِينَ فَقَطْ، خَادِعِينَ أَنْفُسَكُمْ" (يعقوب 1: 22). الرحمة طريق التبرير: يُؤَكِّدُ الرَّبُّ فِي التَّطْوِيِبَاتِ: "طُوبَى لِلرُّحَمَاءِ، فَإِنَّهُمْ يُرْحَمُونَ" (متى 5: 7). الرَّحْمَةُ هِيَ الْبَابُ الْوَاسِعُ إِلَى قَلْبِ اللهِ. وَقَدْ أَشَارَ الْمَزَامِيرُ إِلَيْهَا مِرَارًا: "يَعْطِفُ عَلَى الْمِسْكِينِ وَيُخَلِّصُ نُفُوسَ الْمَسَاكِينِ" (مز 72: 13). "«طُوبَى لِلرَّجُلِ الَّذِي يَرْأَفُ وَيُقْرِضُ" (مز 112: 5). "طُولَ النَّهَارِ يَرْأَفُ الْبَارُّ وَيُقْرِضُ، وَنَسْلُهُ مُبَارَكٌ" (مز 37: 26). ومن هنا يأتي التطبيق الرعوي كما قَالَ يَسُوعُ: "اِصْنَعُوا أَنْفُسَكُمْ أَصْدِقَاءَ بِالْمَالِ الْبَاطِلِ، حَتَّى إِذَا فَنِيَ، يَقْبَلُوكُمْ فِي الْمَسَاكِنِ الأَبَدِيَّةِ" (لوقا 16: 9). إِذًا، طَرِيقُ الْخَلاَصِ لَيْسَ بِجَمْعِ الثَّرْوَاتِ وَلَا بِالْمَظَاهِرِ، بَلْ بِمُشَارَكَةِ نِعَمِ اللهِ مَعَ الْفُقَرَاءِ وَالْمُحْتَاجِينَ. وَفِي يَوْمِ رَحِيلِنَا، يَكُونُ هَؤُلَاءِ هُمُ الشُّفَعَاءُ الَّذِينَ يَسْتَقْبِلُونَنَا فِي الْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ. الخلاصُ مُتَوَقِّفٌ عَلَى الإِصْغَاءِ لِكَلِمَةِ اللهِ وَتَجْسِيدِهَا بِالرَّحْمَةِ وَالْعَدْلِ. فَمَنْ يَسْمَعُ الْكَلِمَةَ وَيَعْمَلُ بِهَا، يَبْنِ حَيَاتَهُ عَلَى صَخْرَةٍ ثَابِتَةٍ، وَيَجِدُ أَبْوَابَ السَّمَاءِ مَفْتُوحَةً. أَمَّا مَنْ يَسْمَعُ دُونَ أَنْ يَعْمَلَ، فَقَدْ بَنَى بَيْتَهُ عَلَى الرَّمْلِ، وَيَجِدُ نَفْسَهُ فِي هُوَّةٍ أَبَدِيَّةٍ. |
|
| قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
| الموضوع |
| إلى طريق الخلاص |
| طريق الخلاص |
| إذن طريق الخلاص قد بدأ بالبشارة |
| اوصلني الى طريق الخلاص |
| طريق الخلاص |