
24 - 10 - 2025, 05:39 PM
|
|
|
|
† Admin Woman †
|
|
|
|
|
|
وكانَ يَشتَهِي أَن يَشبَعَ مِن فُتاتِ مائِدَةِ الغَنِيٌّ.
غَيرَ أَنَّ الكِلابَ كانت تأتي فتَلحَسُ قُروحَه
" فُتاتِ مائِدَةِ الغَنِيٌّ " تُشِيرُ هذه العبارة إِلَى تِلْكَ الكِسَرِ مِنَ الخُبْزِ الَّتِي كَانَ يَسْتَعْمِلُهَا الآكِلُونَ لِمَسْحِ أَصَابِعِهِمْ بَعْدَ أَكْلِ اللَّحْمِ وَالمَرَقِ، إِذْ لَمْ تَكُنِ فُوَطُ المَائِدِة مَعْرُوفَةً يَوْمَئِذٍ.
وَكَانَ الفَقِيرُ يَتَمَنَّى لَوْ يَسُدُّ رَمَقَهُ بِتِلْكَ الفُتَاتِ، إِذْ كَانَ الخَدَمُ أَحْيَانًا يُلْقُونَ هَذِهِ الفُضْلَاتِ فِي الطَّرِيقِ، فَيَكُونُ لِلْفُقَرَاءِ نَصِيبٌ قَلِيلٌ مِنْهَا. وَذَكَرَ لُوقا الإِنْجِيلِيُّ هَذَا الفُتَاتَ فِي مُقَابِلَةٍ بَلِيغَةٍ مَعَ النَّفَائِسِ الَّتِي كَانَ يَتَنَعَّمُ بِهَا الغَنِيُّ كُلَّ يَوْمٍ. يُذَكِّرُنا الفُتاتُ المُتَساقِطُ مِن مائِدَةِ الغَنِيِّ بِالِامْرَأَةِ الفينيقيَّةِ السُّوريَّةِ الَّتي طَلَبَت مِنَ الرَّبِّ يَسوع أَنْ تَنالَ نَصيبًا مِن نِعَمِهِ، واعتَرَفَت مُتواضِعَةً أَنَّ الفُتاتَ الَّذي يَسقُطُ مِن مائِدَةِ الأَولادِ يَكفي لِيُشبِعَها حَياةً وخَلاصًا (مرقُس 7: 24-30).
أَمَّا لَعازَرُ فَلَم يَنَل حَتّى هذا الفُتاتَ. هُنا نَكتَشِفُ أَنَّ الخَلاصَ لا يَتَوَقَّفُ عَلى فَيضِ الغِنى المادِّيِّ، بَل عَلى فُتاتِ النِّعمَةِ الإلهيَّةِ، الَّتي إنِ انفتَحَ القَلبُ لَها تُغَيِّرُ الحَياةَ وتُعطيها مَعنى أَبديًّا.
|